الطريقة الخامسة التخريج عن طريق النظر في حال الحديث متنا وسندا(14)
ذكرنا فيما سبق نوعان من المصنفات التي تندرج تحت تخريج الحديث بحسب صفة في سنده أو متنه ، وفي هذه الحلقات نعرض لبقية الأنواع ، ونبدأ بالنوع الثالث.
النوع الثالث : الحديث المعل .
إذا كان في الحديث علة في إسناده كوصل مرسل ، أو رفع موقوف ، أو علة في متنه ،كإدخال جملة ليست منه ، أو تغيير لفظ إلى لفظ آخر فيمكن الاستعانة في تخريجه بكتب العلل ، ومنها :
1 ــ العلل الواردة في الأحاديث النبوية ، للشيخ الإمام الحافظ أبي الحسن على بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني ، المتوفى سنة ( 385هـ ).
والكتاب مكون من أسئلة وجهت للدارقطني حول أحاديث في كل منها علة أو أكثر ، فيجيب عنها بما يفتح الله به عليه ، وكثيرا ما يطيل النفس ، وقد يقصر أحيانا .
ومنهجه أن يذكر ما في الأسانيد من علل كانقطاع أو اضطراب أو وصل مرسل أو رفع موقوف أو إبدال راو بآخر ، وهو غالبا يذكر الراوي الذي يقع اختلاف الإسناد عليه ، ثم يذكر أوجه الخلاف فيه .
وإن روي الحديث بأكثر من طريق فإنه يورده بها ويقارن بينها ، وقد يحكم على الراوي فيقول مثلا : ثقة ، ثقة مأمون ، سيء الحفظ ، متروك الحديث ، مجهول ، والكتاب مرتب على مسانيد الصحابة ، فبدأ بالعشرة ، ثم سائر الصحابة ، ثم مسانيد النسوة .
وقد حقق الكتاب دكتور محفوظ عبد الرحمن زين الله السلفي ، ونشرته دار طيبة بالرياض ، السعودية .
2 ــ علل الترمذي الكبير للإمام محمد بن عيسى أبي عيسى الترمذي ، المتوفى سنة ( 279هـ ).
وقد رتبه على كتاب جامع الترمذي القاضي أبو طالب ، إذ أن الإمام الترمذي لم يرتبه ، ومعظم ما في هذا الكتاب من العلل ذكره في كتابه الجامع ، ويعتمد في تعليلاته على شيخ العلل في عصره الإمام البخاري ، وقد لازمه الترمذي واستفاد منه كثيرا ، فلو قلت إن الكتاب للبخاري ما أبعدت ، وقد ذكر المرتب فصلا خاصا في الأحاديث التي لم يروها الترمذي في جامعه ولا تندرج تحت باب من أبواب الجامع ، وقد حقق الكتاب حمزة ديب المصطفى ونشرته مكتبة الأقصى بعمان الأردن .
3 ــ علل الحديث للإمام أبي محمد عبد الرحمن الرازي الحافظ ابن الإمام أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران المتوفى سنة ( 327هـ ).
جمع فيه ابن أبي حاتم أكثر من ألفين وثمانمائة حديث معل ، والكتاب مرتب على موضوعات الفقه ، يذكر عند كل حديث ما فيه من علة مثل أن يكون في إسناده من لا يحتج به ، أو فيه وهم من أحد الرواة ، أو قلب ، أو إدراج إلى غير ذلك من العلل ، والكتاب يرويه ابن أبي حاتم عن أبيه وأبي زرعة الرازي ، وقد قامت دار المعارف ببيروت بنشر الكتاب .