الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة –حرف الألف (22-24)-

 

 

الحديث التاسع والثمانون:

عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إني مُمْسِكٌ بحجزكم هلم عن النار، وأنتم تَهَافتون فيها أو تقاحمون تقاحم الفراش في النار والجنادب - يعني في النار- وأنا ممسك بحجزكم، وأنا فرط لكم على الحوض فتردون عليّ معا وأشتاتا فأعرفكم بسيماكم وأسمائكم كما يعرف الرجل الفرس -وقال غيره: كما يعرف الرجل الغريبة من الإبل في إبله- فيؤخذ بكم ذات الشمال، فأقول: يا رب! أمتي أمتي، فيقول -أو يقال-: يا محمد! إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك؛ كانوا يمشون بعدك القهقرى، فلا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل شاة لها ثغاء ينادي: يا محمد! فأقول: لا أملك لك من الله شيئا قد بلغت، ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل بعيرا له رغاء ينادي: يا محمد! فأقول: لا أملك لك من الله شيئا قد بلغت، ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل قشعا فيقول: يا محمد! يا محمد! فأقول: لا أملك لك من الله شيئا قد بلغت»( 1)

الحديث التسعون:

عن أنس قال: حدثني نبي الله -صلى الله عليه وسلم-: «إني لقائم أنتظر أمتي تعبر على الصراط إذ جاءني عيسى فقال: هذه الأنبياء قد جاءتك يا محمد يشتكون -أو قال: يجتمعون- إليك ويدعون الله -عز وجل- أن يفرق جمع الأمم إلى حيث يشاء الله لغمِّ ما هم فيه، والخلق ملجمون في العرق، وأما المؤمن فهو عليه كالزكمة، وأما الكافر فيتغشاه الموت. قال: قال عيسى: انتظر حتى أرجع إليك، قال: فذهب نبي الله -صلى الله عليه وسلم- حتى قام تحت العرش فلقي ما لم يلق ملك مصطفى ولا نبي مرسل، فأوحى الله -عز وجل- إلى جبريل: اذهب إلى محمد فقل له: ارفع رأسك، وسل؛ تعط، واشفع؛ تشفع. قال: فشفعت في أمتي أن أخرج من كل تسعة وتسعين إنسانا واحدا. قال: فما زلت أتردد على ربي -عز وجل- فلا أقوم مقاما إلا شفعت، حتى أعطاني الله -عز وجل- من ذلك أن قال: يا محمد! أدخلْ من أمتك من خَلْقِ الله -عز وجل- من شهد أنه لا إله الا الله يوما واحدا مخلصا ومات على ذلك».( 2 )

الحديث الحادي والتسعون:

عن أبي ذرّ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إني لأعلم آخر أهل الجنةِ دخولا الجنةَ، وآخر أهل النار خروجا منها؛ رجل يؤتى به يوم القيامة فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها. فتعرض عليه صغار ذنوبه فيقال: عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا، وعملت يوم كذا وكذا كذا وكذا، فيقول: نعم. لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تُعرض عليه. فيقال له: فإن لك مكان كل سيئة حسنة. فيقول: رب! قد عملت أشياء لا أراها ها هنا». فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه.( 3 )

 


( 1) أخرجه أحمد (4027) مختصرا، البزار (204) واللفظ له، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2865).

( 2) أخرجه أحمد (12824)، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3639): صحيح.

( 3) أخرجه مسلم: كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (190).

 

 



بحث عن بحث