التهنئة بقدوم شهر رمضان (3-3)

إن استقبالنا لشهرنا الكريم بهذه المعاني الروحية والكبيرة، وبهذا الاستعداد النفسي، وبهذا العزم والتصميم والإرادة القوية، ونحن نقتفي فيها سيرة نبينا وسيدنا وحبيبنا محمد ﷺ، تلكم السيرة العطرة والمنهاج القويم والقدوة المثلى والسلوك المبارك والحياة الملأى بالعبر والحكم، فحياته عليه الصلاة والسلام حياة الجد والكفاح، فهو القدوة والأسوة في البيت والشارع والمسجد وساحة المعركة، وهو القدوة والأسوة للآباء والأولياء والمربين والمعلمين، وهو القدوة في أي مكان وفي أي زمان.

ولا شك أن كل مسلم - فوق هذه الأرض- لا غنى له عن دراسة سيرته والتأمل فيها والنظر في أحداثها واستلهام العبر والدروس منها واستخراج الحكم والأحكام لتطبيقها.

إن شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لاستجلاء منهجه وسيرته عليه الصلاة والسلام في تعامله مع هذا الشهر المبارك في صومه وصلاته، وفي مواعظه ودعوته وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وفي اجتهاده وتعبده، وفي أخلاقه وسلوكه، وفيما وقع له من أحداث في سيرته، كل هذا ونحوه سوف نتعرض له فيما يأتي بإذن الله ولو على سبيل الإيجاز، فهو ﷺ قدوتنا وأسوتنا ومشعل هدايتنا ونور طريقنا، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وأسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقنا اتباع هديه والسير على منهاجه واقتفاء أثره، وأن يرزقنا شربة من حوضه لا نظمأ بعدها أبدًا، كما أسأله جل وعلا أن يعيننا على الصيام والقيام، وأن يجعل هذا الشهر المبارك شهر عز ونصر وتمكين للإسلام والمسلمين، إنه سميع مجيب الدعاء.



بحث عن بحث