أيام التشريق       

       وهي الأيام الثلاثة التالية ليوم النحر، وسميت أيام التشريق ؛ لأن الناس يشرقون فيها لحوم الهدي والأضاحي ، أي: يقددونها، وينشرونها في الشمس ، وهي التي عناها الله تعالى بقوله :( َاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ) [البقرة : 203] ، كما جاء عن ابن عباس . رواه البخاري تعليقاً ، وذكر القرطبي أنه لا خلاف في كـونـهـــا أيام التشريق . وهي أيام عيد للمسلمين؛ لحديث: (يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام منى: عيدنا أهل الإسلام ).رواه أبو داود (2419) .

       وقد نُهِيَ عن صيامها، وهي واقعة بعد العشر الفاضلة ، فتشرف بالمجاورة أيضًا، وتشترك معها بوقوع بعض أعمال الحج فيها ، ويدخل فيها يوم النحر، فيعظم شرفها وفضلها بذلك كله . كما أن ثانيها وهو يوم القر، وهو الحادي عشر، أفـضـــل الأيام بعـد يوم النحر، وهـذه الأيام الأربعة هي أيام نحر

 الهدي والأضاحي، على الراجح من أقوال أهل العلم ؛ تعظيماً لله تعالى ، وهذا مما يزيدها فضلاً ، وهذه الأيام من أيام العبادة والذكر والفرح ، قال فيها النبي - صلى الله عليه وسلم- : (أيام التشريق أيام أكل وشرب، وذكر لله ) رواه مسلم (1141)، فهي أيام إظهار الفرح والسرور بنعم الله العظيمة ، وفي الحديث إشارة إلى الاستعانة بالأكل والشرب على ذكر الله ، وهذا من شكر النعم.

      وذكر الله المأمور به في الحديث أنواع متعددة منها:

التكبير فيها : عقب الصلوات ، وفي كل وقت ، مطلقاً ومقيداً ، كما هو ظاهر الآية ، وبه يتحقق كونها أيام ذكر لله .

 ذكر الله تعالى بالتسمية والتكبير عند نحر الهدي والأضاحي .

 ذكره عند الأكل والشرب ، وكذا أذكار الأحوال الأخرى .

 التكبير عند رمي الجمار .

 ذكر الله تعالى المطلق . قاله ابن رجب في لطائف المعارف .

 

 أسأل الله أن ينفع بهذا ، وأعوذ بالله من أن يكون أهل البدع أجلد في بدعهم ، وأنشط في باطلهم ، من أهل الحق في فعل الخير، والاستقامة على السنة .

 



بحث عن بحث