من فضل الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة أن أنعم عليهم ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم فأنقذهم به من الضلالة، وبصّرهم به من العمى، وما من خير إلا دلّ الأمة عليه، وما من شر إلا حذرها منه، قال تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ).

وحق الرسول على هذه الأمة عظيم يتمثل في الإيمان به والتصديق بما أرسل به، والامتثال لأمره، واجتناب نهيه، وحبه حباً يفوق محبة النفس والوالد والولد، والزوج والزوجة وسائر الخلق أجمعين، وتعلم سيرته، والاقتداء به، والعمل بسنته، ونشرها والدفاع عنها، والصلاة والسلام عليه، وحب آل بيته، وصحابته رضوان الله على الجميع، ومحبة المؤمنين لحبه عليه الصلاة والسلام وغير ذلك من الواجبات والحقوق له عليه الصلاة والسلام بما وضحناه جلياً  في ملف النصرة وغيره في هذا الموقع.

ومن المعلوم شرعاً وواقعاً أن هذه الواجبات كغيرها من سائر الواجبات يجب أن تكون منضبطة بضوابط الشرع، وهذا الضابط هو الحق الذي دلنا عليه الصلاة والسلام بقوله في الحديث المتفق عليه: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وفي رواية: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).

وإن من المؤسف ما يفعله بعض المسلمين في باب إحياء ذكرى مولده من اعتقاد مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي، وكذا ما يفعله بعض المسلمين في هذا الاحتفال من أمور منكرة كالاجتماع على الطرب والمزامير، أو القصائد التي تحتوي على توسلات بدعية، أو غيرها مما يكون مخالفاً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذا ما يفعل في باب نصرة النبي صلى الله عليه وسلم أوالاعتداء على الأنفس من أمور غير شرعية كإتلاف الأموال أو التسبب في انتهاك الحرمات ونحو ذلك.

ولذا فإن موقع شبكة السنة النبوية وعلومها يأمل من عامة المسلمين الحرص على حسن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والاهتداء بهديه، ويحذّر من الوقوع فيما نهى الله عنه، ونهى عنه الحبيب عليه الصلاة والسلام، فيحدث في الدين ما ليس منه.

هدى الله الجميع ووفقهم للتأسي بالحبيب عليه الصلاة والسلام، ورزقنا حبه وشفاعته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،



بحث عن بحث