التلبية يوم عرفة (2)

 

مسألة: حكم الجهر بالتلبية:

   ينبغي للرجال رفع الصوت بالتلبية([1])، لما رواه مالك في الموطأ وأحمد وأصحاب السنن، وابن حبان والحاكم من حديث خلاد بن السائب الأنصاري عن أبيه السائب بن خلاد بن سويد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أتاني جبريل فأمرني أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية" وجمهور أهل العلم على أن هذا الأمر المذكور في الحديث للاستحباب.

 

وقد وردت آثار عن الصحابة في رفع أصواتهم بالتلبية كما جاء في مصنف ابن أبي شيبة قال: حدثنا سهل بن يوسف عن حميد عن بكر قال كنت مع بن عمر فلبى حتى أسمع ما بين الجبلين.

 

وقال حدثنا أبو أسامة عن موسى بن عبيدة عن يعقوب بن زيد قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبلغون الروحاء حتى تبح أصواتهم من شدة تلبيتهم.

 

وقال حدثنا بن إدريس عن حزام بن هشام عن أبيه أن عمر كان يلبي على الصفا والمروة ويشتد صوته ويعرف صوته بالليل ولا يرى وجهه.([2])

قال الزركشي : (( السنة في سائر الأذكار الإسرار . إلا التلبية ))

 

عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي العمل أفضل قال: العج والثج. قال الحاكم في المستدرك: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه قال أبو عبيد العج رفع الصوت بالتلبية والثج نحر البدن ليثج الدم من المنحر."([3])

 

   أما النساء فلا ينبغي لهن رفع الصوت بالتلبية، كما عليه جماهير أهل العلم، قال ابن عبد البر: أجمع أهل العلم أن السنة في المرأة ألا ترفع صوتها وإنما عليها أن تسمع نفسها فخرجت من جملة ظاهر الحديث([4]).

 

مسألة: حكم التلبية الجماعية:

لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام التلبية الجماعية بصوت واحد، ولذا ذكر بعض العلماء أنه من الأمور المحدثة، ويقال فيه ما قيل في التكبير الجماعي.


([1]) حاشية ابن عابدين (2-507)

[2])) مصنف ابن أبي شيبة (3-372)

([3]) المستدرك على الصحيحين (1-620)

([4]) الاستذكار (11-122)



بحث عن بحث