شهر رمضان ( 1- 2 )

 

7- الصوم وصية النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا مثل له، ولا عدل؛ لحديث أبي أمامة - رضي الله عنه -، قال: قلت: يا رسول الله: مُرني بأمر ينفعني الله به، قال: (عليك بالصوم فإنه لا مِثْلَ له)، وفي لفظ: أن أبا أمامة سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أفضل؟ قال: ((عليك بالصوم فإنه لا عدل له))، وفي رواية أنه - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله مُرْني بعملٍ، قال: ((عليك بالصوم فإنه لا عِدْل له))، قلت: يا رسول الله مرني بعملٍ، قال: ((عليك بالصوم فإنه لا عدل له))(1)، وفي لفظ ابن حبان في صحيحه: قال أبو أمامة: أنشأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشاً، فأتيته فقلت: يا رسول الله، ادعُ الله لي بالشهادة، قال: ((اللهم سلِّمهم وغنِّمهم))، فغزونا فسلمنا وغنمنا، حتى ذكر ذلك ثلاث مرات، قال: ثم أتيته فقلت: يا رسول الله إني أتيتك تترى ثلاث مرات أسألك أن تدعوَ لي بالشهادة، فقلت: ((اللهم سلِّمهم وغنِّمهم))، فسلمنا وغنمنا، يا رسول الله، فمرني بعَمَلٍ أدخلُ به الجنة، فقال: ((عليك بالصوم؛ فإنه لا مِثْلَ لهُ))، فكان أبو أمامة لا يُرَى في بيته الدُّخانُ نهاراً، إلا إذا نزل بهم ضيفٌ، فإذا رأوا الدخان نهاراً، عرفوا أنه قد اعتراهم ضيفٌ) (2) .

8 - الصوم يدخل الجنة من باب الريان؛ لحديث سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن في الجنة باباً يُقالُ له: الريَّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؛ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرُهم، فإذا دخل آخرهم أُغلق فلم يدخل منه أحد)(3)،وفي رواية: (في الجنة ثمانية أبواب، فيها باب يُسمَّى الريان لا يدخله إلا الصائمون)(4).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أنفق زوجين في سبيل الله نُوديَ من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعيَ من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعيَ من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دُعيَ من باب الريَّان، ومن كان من أهل الصدقة دُعيَ من باب الصدقة)، فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: بأبي أنت وأمِّي يا رسول الله؛ ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يُدعَى أحدٌ من تلك الأبواب كلِّها؟ قال: ((نعم، وأرجو أن تكون منهم)(5)

9 - الصيام من أول الخصال التي تُدْخِلُ الجنةَ؛ لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

((من أصبح اليوم منكم صائمًا؟))،قال أبو بكر: أنا. قال:

((فمن اتَّبع منكم اليوم جنازة؟))،قال أبو بكر: أنا. قال:

((فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟))،قال أبو بكر: أنا. قال:

((فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟))،قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة)(6) . ولفظ البخاري في الأدب المفرد: ((ما اجتمعت هذه الخصال في رجل في يوم إلا دخل الجنة)(7)

____________________

 (1) أخرجه النسائي، كتاب الصيام، باب ذكر الاختلاف على محمد بن أبي يعقوب في حديث أبي أمامة في فضل الصيام، برقم 2220، 2221، 2222، 2223، وصححه الألباني في صحيح النسائي بجميع رواياته، 2/ 122، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1937، وفي صحيح الترغيب والترهيب، 1/ 580

(2) صحيح ابن حبان، كتاب الصوم، باب ذكر البيان بأن الصوم لا يعدله شيء من الطاعات، برقم 3425، وقال شعيب الأرنؤوط: ((إسناده صحيح على شرط مسلم))، وهو عند أحمد، 5/ 255، والطبراني برقم 4763، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 1/ 580ـ

(3) متفق عليه: البخاري، كتاب الصوم، باب الريان للصائمين، برقم 1896، ومسلم، كتاب الصيام، باب فضل الصيام، برقم 1152.

(4) البخاري، كتاب بدء الخلق، باب صفة أبواب الجنة، برقم 3257.

(5) متفق عليه: البخاري، كتاب الصوم، باب الريَّان للصائمين، برقم 1896، ومسلم، كتاب الزكاة، باب من جمع الصدقة وأعمال البر، برقم 58 - (1027).

(6) مسلم، كتاب الزكاة، باب فضل من ضمَّ إلى الصدقة غيرها من أنواع البر، برقم 1028.

(7) البخاري في الأدب المفرد، برقم 515،وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، ص195



بحث عن بحث