الفرق بين نقد السند والمتن

الفرق بين نقد السند والمتن

نقد السند:  التّأكُد من استيفاء شروط الصحة الخمسة، التي اصطلح عليها العلماء لصحة السند، وهي: "اتصال السند، عدالة الرواة، ضبط الرواة، خلو الحديث من الشذوذ، خلو الحديث من العلة القادحة

ونقد المتن :تمييز المقبول منه من المردود في ضوء قواعد النّقد المُعتبرة التي اصطلح عليها أئمة الحديث ونقاده،  ليحتكموا إليها في تمييز المتن الصحيح من المتن غير الصحيح .

علاقة السند بالمتن

النقد عند المحدثين دار حول ثلاثة: حول الراوي، و حول السند، و حول المتن. فنقدوا الراوي ونقدوا السند ونقدوا المتن .

فإن الاعتماد على أقوال أئمة الجرح والتعديل في نقد سند الحديث، لا يعني وجود تجاهل لنقد المتن، إذ الحكم على الراوي من قبل أولئك الأئمة أو بعضهم على الأقل هو نتيجة ملخصة لعملية نقدية من أهم أركانها النظر في مدى سلامة متون ذلك الراوي، وعليه فإن اعتماد الباحث الحديثي على قول الإمام ابن حنبل، أو الإمام البخاري: أن فلاناً "منكر الحديث" مثلاً في تضعيف حديث ما، لا يعني تجاهل نقد المتن؛ لأن الراوي ما وصف بمثل ذلك الوصف في الغالب إلا لوجود مرويات منكرة في متونه، وبمعنى آخر فإن هناك تلازماً وترابطاً بين نقد السند ونقد المتن، فما يظنه البعض أنه نقد مجرد للسند، هو في الحقيقة نتيجة عملية شاملة لأمور عدة منها نقد المتن أيضا .

 فبينهما ارتباطا وثيق الصلة, فما السند إلا طريق للمتن, . ويوضح الدكتور الجوابي ارتباطهما إذ يقول:(وأهمية الإسناد جعلت سامع الخبر ينقده قبل المتن لأنه طريقه ,فينبغي التأكد منه أولا, وجعلت علماء الحديث, وخاصة أهل العلل يطلقون على السند والمتن معا المروي, وينقدونهما . فثنائية المتن والسند ظاهرة في علم الحديث ومتأكده في كثير من مباحثه التي حتمت نقدهما معا في المبحث الواحد, والغاية كانت دائما الوصول إلى قبول المتن أو رده) (1)

فالغالب على الإسناد المقبول الانتهاء إلى متن صحيح, والغالب على المتن الصحيح أن يرد عن طريق سند صحيح.

وقد لايحصل هذا فيركب الواضعون إسنادا صحيحا على خبر موضوع لايثير الشبهه في نظرهم بأن يكون كلاما صوابا: حكمة أو غيرها , لكن ليس من كلامه صلى الله عليه وسلم , فيرده أهل الحديث رغم صحة إسناده وسلامة معناه.

روى مسلم بن الحجاج بسنده إلى رقبة بن مسقلة قال: " إن أبا جعفر الهاشمي المدني كان يضع أحاديث كلام حق, وليست من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم, وكان يرويها عن النبي صلى الله عليه وسلم"(2)

ويكون المتن صحيحا بإسناد ضعيف فيرد الإسناد , ويصح المتن إن وجد له طريق آخر صحيح .

____________

(1) جهود المحدثين في نقد متن الحديث النبوي ص: 106

(2) مقدمة صحيح مسلم  باب بيان أن الإسناد من الدين 1/14



بحث عن بحث