المبحث الثالث: أهميته وفائدته

قال النووي رحمه الله: "هذا فن من أهم الأنواع، ويضطر إلى معرفته جميع العلماء من الطوائف"(1).

وقال السخاوي: "وهو من أهم الأنواع، مضطر إليه جميع الطوائف من العلماء، وإنما يكمل به من كان إماماً جامعاً لصناعتي الحديث والفقه، غائصاً على المعاني الدقيقة"(2).

 

وتتجلى أهميته وفائدته في النقاط الآتية:

1-  تعلق هذا العلم بأكثر العلوم الإسلامية، فيحتاجه دارس التفسير والعقيدة والحديث والفقه وغيرها.

2-  يمكن المجتهد من الترجيح بين الأقوال، ومعرفة أسباب الخلاف فيها، وتحصيل الملكة في ذلك.

3-  الذب عن السنة وحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من الضياع والقدح.

4-  قلة العلماء الذين تكلموا في هذا الفن تبين دقته وأهميته.

5-  الرد على شبهات الطاعنين في السنة ومدعي الاختلاف في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

6-  تزكية منهج أهل السنة في فهم النصوص والتعامل معها.

 

ومما ينبغي أن يشار إليه هنا أنه لا يتصدى للكلام في حل المشكلات إلا لمن كانت عنده الآلة والملكة في ذلك، وأتى الأمر من بابه وفق الضوابط المعتبرة في فهم النصوص والجمع والترجيح بينها، مع صدق التوجه والدعاء وكثرة الاستغفار، قال تعالى: }إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً * وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً{ (النساء:105، 106).

 

ونقل ابن عبد الهادي عن ابن تيمية أنه قال: "إنه ليقف خاطري في المسألة والشيء أو الحالة التي تشكل عليّ فأستغفر الله تعالى ألف مرة أو أكثر أو أقل حتى ينشرح الصدر، وينحل إشكال ما أشكل"(3).

 



([1]) التقريب مع التدريب ( 2 / 651).

([2]) فتح المغيث ( 3 / 71).

([3]) العقود الدرية (ص 21).



بحث عن بحث