الحلقة (14)

المدرسة الحديثية في الكوفة

خصائص المدرسة الحديثية في الكوفة

تختص المدرسة الحديثية في الكوفة بعدة خصائص، منها:

-     العناية الكبيرة التي حظيت بها هذه المدينة من قبل أمير المؤمنين  عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث أمر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بمتصيرها(1).

-     اتخاذ علي بن أبي طالب  رضي الله عنه  الكوفة مقراً له  إبان خلافته، وتبعه بعض الصحابة رضي الله عنهم؛ مما جعل هذا الموطن مقصوداً، لتلقي العلم من أهله .         

-     أقبل عدد كبير من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم للكوفة ، وتزينت بمن نزلها منهم

واستقر بها من الصحابة رضي الله عنه مما جعلها من الحواضر العلمية المهمة للمدرسة الحديثية،

 وقد اختلفت المصادر في تحديد عدد الصحابة الذين نزلوا بالكوفة ، فعن إبراهيم النخعي قال: هبط الكوفة ثلاثمائة من أصحاب الشجرة وسبعون من أهل بدر (2)

-     انتشر الوضع في الحديث بالكوفة ، وخصوصاً في فضائل علي  رضي الله عنه وآل البيت

-     تعد الكوفة من أكثر الأمصار الإسلامية اشتهاراً بالتدليس، حتى قال يزيد بن هارون الواسطي :(قدمت الكوفة فما رأيت بها أحداً إلا وهو يدلس إلا مسعر بن كدام وشريكاً )(3).

وقال الحاكم في معرفة علوم الحديث ( أكثر  المحدثين تدليساً أهل الكوفة )(4).

أهل الكوفة من المكثرين جداً في الرواية ، غير أن رواياتهم كثيرة الدغل قليلة السلامة من العلل , قال الزهري : في حديث أهل الكوفة دغلا كثيراً ، وقال عبدالرحمن بن مهدي:حديث أهل الكوفة مدخول  (5).

لم يكن أهل الحديث بالكوفة أهل تمحيص في الرواية ، وتدقيق في الشيوخ بل يروون عن كل أحد ، لذلك كثرت المنكرات في مروياتهم ، والواهيات في أخبارهم , قال الإمام مسلم : حدثني محمد بن المثنى، قال، قال لي عبدالرحمن بن مهدي: يا أبا موسى أهل الكوفة يحدثون عن كل أحد(6)، وقال شيخ الإسلام :( يذكر عن مالك وغيره من أهل المدينة أنهم لم يكونوا يحتجون بعامة أحاديث أهل العراق ، لأنهم قد علموا أن فيهم كذابين ولم يكونوا يميزون بين الصادق والكاذب)(7).


(1) معنى التمصير: كما نقل البلاذري  : أن عمر بن الخطاب كتب إلى سعد بن أبى وقاص يأمره أن يتخذ للمسلمين دار هجرة، وأن لا يجعل بينه وبينهم بحرا، فأتى الأنبار وأراد أن يتخذها منزلا، فكثر على الناس الذباب، فتحول إلى موضع آخر فلم يصلح، فتحول إلى الكوفة فاختطها وأقطع الناس المنازل، وأنزل القبائل منازلهم، وبنى مسجدها وذلك في سنة سبع عشرة ،وولى الاختطاط للناس أبا الهياج الأسدي عمرو بن مالك بن جنادة.    فتوح البلدان - (2 / 338).

(2) الطبقات الكبرى لابن سعد - (6 / 9) .

(3)  الكفاية في علم الرواية - (1 / 361).

(4)المعرفة ( ص 111).

(5)  الجامع لأخلاق الراوي - (2 / 287).

(6)  التمييز للإمام مسلم - (ص 15).

(7)  مجموع الفتاوى (20 / 316).



بحث عن بحث