الحلقة (106)منهج رفض السنة النبوية كليًّا(1-3)

وهو المنهج الأول من المناهج المخالفة.

فكرة المنهج:

هذا المنهج أو الاتجاه يقوم على رفض السنة النبوية كليًّا وعدم الاحتجاج بها والاكتفاء بالقرآن الكريم.

وهو منهج قديم قال به بعض المعتزلة كالنظام، ويقول به اليوم فرق متنوعة كالذين يسمون بالقرآنيين نسبة إلى القرآن حيث يزعمون أنهم يتعاملون مع القرآن فقط ويرفضون الاحتجاج بالسنة النبوية، وهي تسمية لا شك في خطئها؛ لأنه من ينتسب إلى القرآن الكريم انتسابًا صحيحًا فبالضرورة ينتسب إلى السنة النبوية بدلالة القرآن كما سبق في أول البحث.

معالم هذا المنهج:

- الاكتفاء بالقرآن الكريم.

- رفض السنة النبوية.

وحجتهم في ذلك: أن القرآن جاء تبيانًا لكل شيء، فإن جاءت الأخبار بأحكام جديدة لم ترد في القرآن كان ذلك معارضة من ظني الثبوت للأخبار القطعية وهي القرآن، والظني لا يقوى على معارضته القطعي.

وإن جاءت مؤكدة لحكم القرآن كان الاتباع للقرآن لا للسنة.

وهذا يرد بأن الله تعالى أوجب علينا اتباع رسوله ﷺ، وهذا عام لمن كان في زمنه، وكل من يأتي بعده، ولا سبيل إلى ذلك إلا عن طريق السنة النبوية.

وقد فقّط المعاصرون شبهة هذا الرأي:

1- بقوله تعالى: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ}(1).

ووجه الدلالة:أن الله تعالى أودع في كتابه كل شيء ولا حاجة للسنة النبوية.

2- وبقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(2).

ووجه الدلالة:أن الله تعالى تكفل بحفظ القرآن ولم يتكفل بحفظ السنة، ولو كانت حجة ودليلًا لتكفل الله بحفظها.

ويجاب عن وجه الدلالة الأول: بأن القرآن الكريم حوى أصول الدين وقواعد الأحكام العامة، ونص على بعضها وترك بيان بعضها الآخر لرسول الله ﷺ، وحيث إن الله تعالى أرسل رسوله ﷺ ليبين للناس أحكام دينهم وأوجب عليهم اتباعه، وكان بيانه للأحكام بيانًا للقرآن، ومن هنا كانت أحكام الشريعة من كتاب وسنة.

أما الثاني:فالمقصود بالذكر الكتاب والسنّة، وهكذا المراد به في النصوص الأخرى مثل قوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِإِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}(3)، أي أهل العلم بدينه وشريعته، فكما حفظ القرآن فقد حفظالسنة.

هذه شبهتهم والإجابة عنها باختصار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- [الأنعام: 38]

2-[الحجر: 9]

3-[النحل: 43]

 



بحث عن بحث