الحلقة (61): العلاقة بين القرآن الكريم والسنة النبوية (3-3)

تحدثنا في الحلقة السابقة عن العلاقة بين القرآن والسنة النبوية، وفي هذه الحلقة نكمل بقية الكلام عن أوجه هذه العلاقة.

3 ـ أن السنة مؤكدة لما في القرآن الكريم مثبتة لما ورد فيه من أحكام، وهذا كثير أيضًا كما في جملة أركان الإيمان، وأركان الإسلام، ومن ذلك حديث جبريل - عليه السلام - المشهور الذي رواه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فقد جاء فيه بيان أركان الإسلام، وأركان الإيمان، وهما متقرران في القرآن الكريم في آيات عدة يصعب حصرها هنا، وهي معلومة لدى كل قارئ للقرآن.

4 ـ أن تأتي السنة بأحكام زائدة عما في القرآن الكريم، وهذا مثل حديث: «لا يجمع بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها»(1)

وهذا في النكاح. وكذلك ميراث الأخوات مع البنات في قوله - عليه الصلاة والسلام -: «اجعلوا الأخوات مع البنات عصبة»(2)وهو صحيحيعني إذا مات ميت عن بنات وأخوات فترث البنات فرضًا وترث الأخوات عصبًا. وكذلك الأحاديث الدالة على رجم الزاني المحصن، فكل هذه لم ترد في القرآن الكريم لكنها وردت في السنة النبوية، وأخذ بها أهل العلم واستقرت في أحكام الشريعة.

من هنا تبينت علاقة السنة بالقرآن الكريم بأنها علاقة متداخلة متكاملة لا يمكن فهم الدين والشريعة إلا بهما، ومن أنكر ذلك وحاد عنه فقد حاد عن الصراط المستقيم.

وعليه فعلى طالب فهم السنة أن يفقه القرآن الكريم ويتعامل معه قراءة وفهمًا وتفسيرًا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) (صحيح البخاري[5109])

(2)(المحلى[9/256] وهو صحيح



بحث عن بحث