تابع بشارات الإنجيل برسولنا صلى الله عليه وسلم

بيان بطلان تأويل النصارى لكلمة " المعزى ".

بعد أن حرف النصارى كلمة ( المعزى ) إلى ( المعين ) قاموا بتأويل كلمة ( معين ) بـ ( روح القدس ) وكل ما أشير إليه آنفا في الإصحاحات على أنها مبشرات بالنبي الجديد الخاتم الذي : يمكث معكم إلى الأبد ، وهو يعلمكم كل شيء ، ومتى جاء يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة ....إلخ ما سيق ذكره .

وذكروا أن المراد بهذا كله هو الروح القدس(1) .

ويعترض د.القس منيس عبد النور " النصراني " على احتجاج المسلمين بالنصوص الواردة في " المعزى " بعدة اعتراضات فيقول :" وللرد نقول :

1 ــ ( المعزى ) ، وفي اليونانية ( بارقليط ) تعني : (المؤيد) أو ( الوكيل ) ، ولقب ( المؤيد أو الوكيل ) لا يصح إسنادهما إلى مخلوق ، لأنهما من ألقاب الله .

2 ــ لم تستعمل كلمة البارقليط ( المعزى ) في أسفار العهد الجديد إلا للدلالة على الروح القدس ، وجاءت أيضا للتلميح إلى المسيح .

3 ــ هل تظنون أن مراد المسيح أن ينتظر تلاميذه بدون أن يمارسوا عملهم حتى يجيء نبي بعده ؟ هذا محال "(2) .

يقول دكتور ثامر الغشيان بعد هذا النقل :" أقول لم أقصد من هذا النقل بيان أنهم يحرفون النصوص فحسب بل لكي أبين طريقة ردودهم على الحق بأسلوب في غاية الضعف ، وما سبق نقله خير مثال على ما ذكرت ، إذ ما المانع من إطلاق وصف ( الوكيل ) أو ( المؤيد ) على غير الله ؟!

وأما النقطة الثانية فقد نقض آخرها أولها بنفسه ، ُم إن المعزى جاءت مرارا وتكرارا في " الكتاب المقدس " في أكثر من عشرة مواضع ، أما مادة ( عزى ) فقد وردت أكثر من مائة مرة .

وأما النقطة الأخيرة : فلا أدري كيف توصل إلى تعطيل العمل بالشريعة بناء على الإيمان بالبشارة،فلو صح هذا لتوقف العمل بشرع كل من جاء ببشارة !

ويذهب دكتور نبيل الفضل إلى أن كلمة ( الروح القدس ) التي جاءت بعد المعزى في النصوص : تحريف بالإضافة ، كما أضافوا " إسحق " بعد قول الرب لإبراهيم " ابنك وحيدك "

ثم قال : " فمثلما كان مستحيلا على " إسحق" أن يكون المقصود بالابن الوحيد ، كذلك هو مستحيل على ( الروح القدس ) أن يكون المقصود " بالمعزى"

والمنطق يقول : إن افترضنا أن ذلك ( المعزى ) هو ( الروح القدس ) فإننا أما خيارين :

1 ــ إن نبوءة المسيح لم تتحقق ..

2 ــ إن " الروح القدس " كان محابيا لبعض التلاميذ على البعض الآخر فآثرهم بتذكر أشياء نسيها الآخرون "

بدلالة :

النص الإنجيلي :" لكني أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أنطلق . لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى . ولكن إن ذهبت أرسله إليكم "( يوحنا 16 : 7 )

ثم إن " الروح القدس " قد أتى من قبل بنص إنجيلهم :

" ولما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس " ( متى 1 : 18 )

وجاءت نصوص صريحة تبين أن الروح القدس قد نزل على المسيح عليه السلام :

" ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسيمة مثل حمامة " ( لوقا 3 : 22 )

ومن خلال النص التالي يمكن أن ندرك أيهما أحق بالمراد ، أهو محمد صلى الله عليه وسلم أم الروح القدس ؟:

" وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية "( يوحنا 16: 13 ــ 14 )

أما  مهمة هذا ( المعزى ) فمن الواضح أن المراد بها غير الروح القدس ، بل محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث إنه صلى الله عليه وسلم هو الذي قام بالمهام الثلاث :

" ومتى جاء ذاك :يبكت العالم على خطية ،وعلى بر،وعلى دينونة "

أما على خطية : فلأنهم لا يؤمنون بي .

وأما على بر : فلأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني أيضا .

وأما على دينونة : فلأن رئيس هذا العالم قد دين "

قال د نبيل الفضل : " إذن فهناك مهام ثلاث لهذا المعزى :

1 ــ إنه يدعو للإيمان بالمسيح .

2 ــ إنه يؤكد ارتفاع المسيح إلى الله .

3 ــ إنه يحاكم رئيس هذا العالم ويدينه .

وهو في كل ذلك إنما يفعل للعالم كله وليس لمجموعة محدودة من الناس .

أما دعوة محمد صلى الله عليه وسلم للإيمان بالمسيح ، فهي أمر لا يحتاج غلى دليل ، وأما شهادته بأن المسيح  قد ارتفع إلى الله ، فهي موجودة في القرآن ، وأما محاكمته لرئيس هذا العالم ، فهي ما يحتاج إلى بعض الشرح ، من هو رئيس العالم ؟ حسب المفهوم الإنجيلي فإن رئيس هذا العالم هو الشيطان [ والرسول أعظم من أدانه وحذر منه ] ... ألا ترى أيها القارئ أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو الذي قام بما وعد به المسيح به التلاميذ من أعمال يقوم بها ذلك " المعزى "(3)


(1) انظر : التفسير التطبيقي للعهد الجديد ص 360 ــ 365

(2) كتاب : شبهات وهمية حول الكتاب المقدس ص 402 ــ 403، وهذا الكتاب يعلن عنه كثيرا في اإذاعات التبشيرية التي تصل العالم الإسلامي ليقتنيه المسلمون عبر المراسلة مجانا ، وهو من إصدار : كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية ، القاهرة .

(3) هل بشر المسيح بمحمد ؟ ص 188 ــ 193 ، وانظر : رسالة خاتم النبيين محمد للدكتور ثامر الغشيان ص 284 ــ 288 .



بحث عن بحث