مصادر قيم الإسلام الخلقية (المصادر الأصلية) (1-9).

 

أولاً: الفطرة والضمير.

الفطرة والضمير في اللغة:

1- الفطرة: من فَطَرَ يَفْطُرُ فَطْراً, وأصل الفَطْر: الشق ومنه قوله تعالى: (إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ) (1), أي: انشقت, وفَطَرَ الله الخلق يفطرهم: خلقهم وبدأهم.

والفِطْرة: الابتداء والاختراع, قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) (2), قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما كنت أدرى ما فاطر السماوات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها أي أنا ابتدأت حفرها.

  والفطرة: ما فطر الله عليه الخلق من المعرفة به(3), وهي الجبلة والطبع المتهيء لقبول الدين, فلو ترك عليها لا استمر على لزومها ولم يفارقها إلى غيرها, وإنما يعدل عنها من يعدل لآفة من آفات البشر والتقليد(4).

وقال ابن فارس: فَطَرَ: الفاء والطاء والراء, أصل صحيح يدل على فتح شيء وإبرازه, من ذلك الفطر من الصوم, يقال: أفطر إفطاراً, وقومٌ فِطْر أي مفطرون, ومنه الفَطْر, بفتح الفاء وهو مصدر فطرت الشاة فطراً, إذا حلبتها, و والفِطْرة: الخلقة (5).

  فالفطرة على هذا, هي الجبلة والخلقة والطبع المتهيء لإدراك الحق وقبوله, أو هي الدين الذي خلق الله تعالى الخلق عليه وهو الإسلام, وهذان المعنيان هما جماع ما ذكره علماء اللغة في معنى الفطرة (6).

2- الضمير: من ضَمَرَ يَضْمُر ضُمورا, والضُمور: الهزال والضعف, وأضمر الشيء: أخفاه وغيبه, وهوىً مضمر وضمر: مخفي.

والضمير: السر وداخل الخاطر, والجمع الضمائر.

والضمير: الشيء الذي تضمره في قلبك (7).

قال ابن فارس:" ضمر: الضاد والميم والراء أصلان صحيحان, أحدهما يدل على دقة في الشيء, والآخر يدل على غيبة وتستر, فالأول: قولهم: ضَمَرَ الفرس وغيره ضموراً، وذلك من خفّة اللحم وقد يكون من الهزال, ويقال للموضع الذي تضمر فيه الخيل: المضمار, ورجل ضمر: خفيف الجسم, واللؤلؤ المضطمر: الذي في وسطه بعض الانضمام والانضمار.

والآخر: الضمار: وهو المال الغائب الذي لا يرجى, وكل شيء غاب عنك فلا تكن منه على ثقة فهو ضِمار.

ومن هذا الباب: أضمرت في ضميري شيئاً, لأنه يغيبه في قلبه وصدره"(8).


(1) سورة: الانفطار (1).

(2)سورة: فاطر (1).

(3) ابن منظور  - لسان العرب (5/ 55- 58).

(4) ابن الأثير – النهاية في غريب الحديث (3/ 457).

(5) ابن فارس – معجم مقاييس اللغة (4/510).

(6) انظر مناع القطان – الحاجة إلى الرسل, مجلة البحوث الإسلامية العدد السابع ص 174 – 175, إصدار الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء – الرياض سنة 1403هـ.

(7) ابن منظور – لسان العرب (4/ 491 – 492).

(8) ابن فارس – معجم مقاييس اللغة (3/371).

 



بحث عن بحث