المقدمة

 

 

الحمد لله الذي فضل هذه الأمة بما فرض عليهم من الكتاب والسنة وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن نبينا محمداً أفضل رسول لأفضل أمة صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم واقتفى أثرهم على السنة, أما بعد:

فإن من فضل الله تعالى على العبد أن يوفق للعلم الشرعي المستقى من الكتاب والسنة تعلماً وتعليماً ونشراً ودفاعاً ليدخل في زمرة من بشّرهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (نضّر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع) (1) .

وقد بذل أهل العلم من المحدثين جهوداً جبارة لخدمة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على مداد القرون الماضية جمعاً واستنباطاً وتقعيداً لقواعده وضبطاً لأصوله فجزاهم الله عن الأمة خبر الجزاء.

وفي هذا الوقت وجدت الأقسام العلمية المختصة في الجامعات وغيرها, ومن بينها أقسام السنة النبوية فتشعب الاختصاص فيها, وهذا من التطور المحمود –ولله الحمد والمنة- فوجد ما سمي بـ (الحديث الموضوعي) وهو موجود من الناحية العملية على مدار لكن لم يسطر من الناحية النظرية, وقد أنعم الله سبحانه وتعالى عليّ بأن درسته لطلاب السنة المنهجية في مرحلة (الماجستير) في كلية أصول الدين بالرياض بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سنوات عدة فرأى بعض الإخوة والزملاء تسجيل وتقييد هذه المعلومات النظرية علّها أن تكون مفيدة ومنطلقاً لتوسيعها  فشرح الله تعالى الصدر لذلك, فكانت هذه الكلمات المختصرة –نظرية وتطبيقية- في ضوء العناصر الآتية:

بيان مفهوم الحديث الموضوعي مع المصطلحات المقاربة له, مفرداً ومركباً, والفرق بينه وبين الحديث التحليلي.

ثم أهميته وأهدافه, ونشأة التأليف فيه, والصورة التطبيقية له, ومثال تطبيقي له, وجعلت ذلك كله في مباحث.

وقد نهجت فيه منهج التفقيط والاختصار لأن المقصود كان لطلاب مرحلة (الماجستير) من حيث نوعية الطلاب, وللوصول إلى الصورة المراد تطبيقها والعمل بها.

وقد لقي الحديث الموضوعي -مؤخراً- اهتماماً كبيراً من جميع الأقسام العلمية المختصة, وخرج عدد من الرسائل العلمية فيه فكان لزاماً أن يخرج هذا التقعيد, داعياً إخواني من أعضاء هيئة التدريس وغيرهم من المهتمين بدراسة الحديث وتدريسه التسديد والتصويب والتطوير جزاهم الله خيراً وأثابهم, أسأل الله تعالى أن ينفع به, ويجعله من المدخرات في الدنيا والآخرة, إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

                                                                              كتبه

                                                            أ.د. فالح بن محمد بن فالح الصغير

                                                     المشرف العام على موقع شبكة السنة وعلومها


(1) أخرجه:الترمذي (5: 34 رقم 2658) كتاب العلم، باب الحث على تبليغ العلم، وابن ماجه (1: 84 رقم 230 ) كتاب الإيمان، باب من بلغ علما. وهو حديث صحيح.

 



بحث عن بحث