بسم الله الرحمن الرحيم

و لهن مثل الذي عليهن بالمعروف(2-3)

المبيت في الفراش والإعفاف

من مقاصد الزواج الإعفاف والتحصين للزوجين، وقد جعله الإسلام من الحقوق المشتركة، وتوعد على الإخلال به.

عن أبي هريرة رضي اله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء، فبات غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح)).

وننعت المرأة من الصوم تطوعاً، وزوجها حاضراً إلا بإذنه، مراعاة لهذا الحق وغيره، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه)) وكذلك يحرم على الرجل أن يتعمد هجر زوجته، قال سبحانه: ((وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ)) [النساء:129].

وكما قرر النبي صلى الله عليه وسلم أنه ليس للمرأة أن تشتغل بالعبادات غير الفريضة إذا كانت تفوت حق زوجها، كذلك قرر صلى الله عليه وسلم أنه لا يجوز للرجل أن يشتغل بالعبادات النوافل حتى يغفل عن أداء حقه زوجته.

فعن عبد الله بن عمرو قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا عبد الله ألم أُخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ قلت: بلى يا رسول الله، قلا: (فلا تفعل، صم وأفطر، ونم وقم، فإن لجسدك عليك حقاً، وإن لعينيك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا...) رواه البخاري ومسلم.

وشغل الرجل عن زوجته يدفعها إلى إهمال نفسها وتضييعها،فعن عائشة رضي الله عنها قالت دخلت خولة بنت حكيم بن أمية وكانت عند عثمان بن مظعون، قالت فرآى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذاذة هيئتها، فقال:(يا عائشة، ما أبذ هيئة خولة! فقلت يا رسول الله امرأة لا زوج لها؛ يصوم النهار ويقوم الليل، فهي كمن لا زوج لها، فتركت نفسها وأضاعتها، قالت: فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن مظعون، فجاءه، فقالك ياعثمان أرغبة عن سنتي؟! قال: لا والله، ولكن سنتك أطلب، قال: فإني أنام وأصلي، وأصوم وأنكح النساء، فاتق الله يا عثمان؛ فإن لأهلك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقاَ، وإن لضيفك عليك حقاَ، فصم وافطر ونم وصلي) [أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال ح(493) (2/682)، وقال: حديث حسن، إسناده جيد، فقد صرح ابن اسحاق بالتحديث فيه، وله متابعات وشواهد صحيحه].

فليحذر المسلمون من التفريط في مثل هذه الحقوق لا سيما عند انتشار الفتن.



بحث عن بحث