بسم الله الرحمن الرحيم

هلم فثمّ هنا الجنة (1-5)

1-       قال النبي صلى الله عليه وسلم (الوالد أوسط أبواب الجنة) (1).

[قال القاضي: أي خير الأبواب وأعلاها، والمعنى أن أحسن ما يتوسل به إلى دخول الجنة،ويتوسل به إلى وصول درجتها العالية مطاوعة الوالد ومراعاة جانبه] (2)

وقد ترجم ابن حبان رحمه الله لهذا الحديث بقوله [ذكر رجاء دخول الجنان للمرء بالمبالغة في بر الوالد] والوالد يطلق على الأب وعلى الأم، فمَن رام الجنة فطريقها بين يديه، أبوين حنونين، تسعدهما الكلمة الطيبة، ويرضيهما القليل، والمُوفّق من عرف قدرهما وأدى حقهما وهو لهما شاكر غير مانٍ أو مُستكثر، وتصديقاً لهذا الحديث فقد بشّر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل حارثة بن النعمان بالجنة وهو الذي عرّفته كتب التراجم بـ البار بأمه (3)؛ تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نمت فرأيتني في الجنة فسمعت صوت قارئ يقرأ، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا حارثة بن النعمان؛ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذاك البر، كذاك البر) (4) وكان أبر الناس بأمه.      

ولم تذكر لنا كتب التراجم شيئاً عن كنه هذا البر، ولأن هذه شهادة ممن لا ينطق عن الهوى فلتتخيل أخي / أختي القارئة كل وجوه البر التي كان يفعلها حارثة رضي الله عنه ولتسعى جاهداً لأن تبلغ ما بلغ فليس ذلك بالشيء العسير لمن جاهد هواه واستعان بربه، وما أجمل عبارة الراوي لهذا الحديث حين قال: [فحافظ على ذلك إن شئت أو دع].

 

الهوامش:

 (1) أخرجه الترمذي باب ما جاء من الفضل في رضا الوالدين ح 1900-4/311 وقال هذا حديث صحيح، وابن ماجة باب الرجل يأمره أبوه بطلاق امرأته ح 2089-1/675، وابن حبان ذكر رجاء دخول الجنان للمرء بالمبالغة في بر الوالدين ح 425-2/167.

 (2) انظر تحفة الأحوذي 5/21.

 (3) سير أعلام النبلاء 81-2/378، البداية والنهاية 8/58، الطبقات الكبرى 7014-15/478.

 (4) أخرجه النسائي في السنن الكبرى باب حارثة بن النعمان ح 8233-5/65، وأحمد ح25223- 6/ 151،152 قال الأرناؤوط: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين.



بحث عن بحث