بسم الله الرحمن الرحيم

الأولاد بين النعمة والفتنة (4-7)

بيّن الله عز وجل في كتابه الكريم فتنة الأولاد فقال: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (1)، أي اختبار وابتلاء من الله تعالى لخلقه، ليعلم من يطيعه ممن يعصيه.

وعن بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما عليهما قميصان أحمران، يعثران ويقومان، فنزل فأخذهما فصعد بهما المنبر، ثم قال (صدق الله ((إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ))؛ رأيت هذين فلم أصبر)، ثم أخذ في الخطبة (2).

وقال عمر لحذيفة رضي الله عنهما: كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت أحب الفتنة وأكره الحق، فقال عمر رضي الله عنه: ما هذا؟! فقال: أحب ولدي وأكره الموت.

ولا يعني كون الأولاد فتنة عدم إنجابهم وتحصيلهم، فهم كما سبق نعمة وفتنة، وإنما يُخشى من تقديم محابهم على محاب الله تعالى، ورضاهم على رضا الله تعالى، ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه: لا يقل أحدكم اللهم اعصمني عن الفتنة، فإنه ليس يرجع أحد إلى أهل ومال إلا وهو مشتمل على فتنة، ولكن ليقل اللهم إني أعوذ بك من مضلات الفتن(3).

اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن

 

الهوامش:

 (1) سورة التغابن آية 15. انظر المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير ص1412.

 (2) أخرجه أبو داود باب الإمام يقطع الخطبة للأمر يحدث ح1109-1/290، والترمذي باب مناقب الحسن والحسين ح3773-5/658 وقال: حديث حسن غريب،والنسائي باب الإشارة في الخطبة ح1413-3/108، وابن ماجه باب لبس الأحمر للرجال ح3600-2/1190، وأحمد ح 23045-5/354، وابن خزيمة باب الرخصة للخاطب في قطع الخطبة للحاجة ح 1456-2/355، وابن حبان –موارد الظمآن باب ما جاء في الحسن والحسين ح2230-1/552، والحاكم ك الجمعة ح1059-1/424 وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

 (3) انظر المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز 5/320.



بحث عن بحث