النبي صلى الله عليه وسلم مع أصهاره(2-6)


 

مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه(2-1) 

قديماً يقول العرب البنت تأتي بالولد، ويعنون بالولد زوج البنت، فلما جاء الإسلام مدّ هذه العلاقة بمزيد من القوة والألفة، فزوج البنت لا تنفكّ أبداً علاقته بأبويها مهما حدث بينه وبينها من مشكلات وإن أدّت إلى الافتراق، ولذلك تجد العلاقة بين أبوي البنت وزوجها علاقة ملؤها الود والحب والتقدير، لدرجة أن الولد-زوج البنت- يشكوها إلى والديها دون غضاضة.

فتـــأمّل معي هذه المعاني في هذا الموقف الذي حدث في حجة الوداع وفيه:

وَقَدِمَ عَلِىٌّ مِنَ الْيَمَنِ بِبُدْنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدَ فَاطِمَةَ - رضي الله عنها - مِمَّنْ حَلَّ وَلَبِسَتْ ثِيَابًا صَبِيغًا وَاكْتَحَلَتْ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهَا فَقَالَتْ إِنَّ أَبِى أَمَرَنِي بِهَذَا. قَالَ فَكَانَ عَلِىٌّ يَقُولُ بِالْعِرَاقِ فَذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُحَرِّشًا عَلَى فَاطِمَةَ لِلَّذِى صَنَعَتْ مُسْتَفْتِيًا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا ذَكَرَتْ عَنْهُ فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي أَنْكَرْتُ ذَلِكَ عَلَيْهَا فَقَالَ « صَدَقَتْ صَدَقَتْ مَاذَا قُلْتَ حِينَ فَرَضْتَ الْحَجَّ. قَالَ قُلْتُ اللَّهُمَّ إِنِّى أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُكَ » (1) .                      

فصلوات الله وسلامه على رسوله محمد رحب الصدر حسن الظن حليم رحيم، ولو أجبت؛ ماذا كنت فاعل لو كنت مكانه لأدركت الفرق!


(1)  صحيح مسلم باب صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم ح3009-4/39 .



بحث عن بحث