الحيـــــــاء

اسم الله الحيي الستير سبحانه جل جلاله (9-32)

 

 بعض مظاهر عدم الحياء:

ومن هذه المظاهر تبرج النساء في الأسواق والحدائق العامة حتى في المساجد فتخرج المرأة مبديةً زينتها بكل جرأة. وتعريها من ملابسها عند من لا يجوز لهم رؤية عورتها، سواء كان ذلك في المشاغل النسائية بحجة إزالة الشعر أو تنظيف البشرة ,أو في الصالات الرياضية بحجة الحمية وإزالة الدهون دون حرص على الستر, فعن أبي المليح قال: دخل نسوة من أهل الشام على عائشة رضي الله عنها فقالت ممن أنتن؟ قلن: من أهل الشام، قالت: لعلكن من الكورة التي تدخل نساؤها الحمامات، قلن: نعم، قالت: أما إني سمعت رسول الله يقول: (ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالى) (1) .

وفي فتاوى اللجنة الدائمة 17/224 المراد من قوله: " ما من امرأة..." فعلها من التساهل في كشف ملابسها في غير بيت زوجها على وجه تُرى فيه عورتها وتتهم فيه بقصد الفاحشة، أما خلع ثيابها في محل آمن كبيت أهلها، أو محارمها ونحو ذلك من المقاصد المباحة البعيدة عن الفتن فلا حرج.أ.هـ

و أما ما ورد من حديث :" ما من امرأة تخلع خمارها في غير بيتها..." فهذا حديث منكر كما قال الألباني رحمه الله.

وعدم التعري ليس فقط أمر موجه للنساء بل وللرجال أيضًا  ، فعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يدخل الحمام بغير إزار)(2)  والحمامات: جمع حمام, وهو المكان الذي يغتسل فيه.

 وفي عصرنا الحاضر مثل حمامات الساونا وحمامات البخار فالأصل أن يستتر المسلم.

وهنا ينبغي التذكير بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم  في صحيح مسلم وفيه أنه صلى الله عليه وسلم  قال: (لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد)(3)  .

ومعنى الإفضاء الملامسة والمعنى أن يلامس جسده جسد الآخر من غير ثوب عليهما, وهذا يفضي إلى الفواحش من اللواط والسحاق, أما إن كان على كل واحد ثوب فهذا ليس بإفضاء.

ومن مظاهر عدم الحياء تحدث الرجال والنساء بما يقع بينهم وبين أزواجهم من الأمور الخاصة، وهذا من أشر الناس كما في الحديث في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال (إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها)(4) .

وجاءه الحديث الآخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: (هل منكم رجل إذا أتى أهله فأغلق عليه بابه وألقى عليه ستره واستتر بستر الله قالوا: نعم، قال: ثم يجلس بعد ذلك فيقول فعلت كذا فعلت كذا، فسكتوا. ثم أقبل على النساء فقال: (هل منكن من تحدث؟ فسكتن. فجثت فتاة كعاب على إحدى ركبتيها وتطاولت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليراها ويسمع كلامها فقالت: يا رسول الله إنهم ليحدثون وإنهن ليحدثن فقال: هل تدرون ما مثل ذلك؟ إما مثل ذلك مثل شيطانه لقيت شيطاناً في السكة فقضى حاجته والناس ينظرون إليه...)(5) .

 

يتبع مظاهر عدم الحياء

 


(1) أورده الألباني في كتابه تمام المنة ، وقال إسناده صحيح على شرط الشيخين .

(2) رواه الترمذي وصححه الألباني، مشكاة المصابيح (4403).

(3)  أخرجه مسلم  برقم ( 338 ) .

(4)  أخرجه مسلم  برقم ( 1437 ) .

(5) الألباني، صحيح الجامع (7037)

 

 



بحث عن بحث