الحيـــــــاء
اسم الله الحيي الستير سبحانه جل جلاله (1- 32 )
أولاً: المعنى اللغوي للحياء :
الحيا مقصور: المطر والخصب.
الحياء ممدود : الاستحياء.
ورجل حيي ذو حياء، بوزن فعيل، استحياه واستحيا منه بمعنى من الحياء.
وعرَّف الراغب الحياء من المخلوق بقوله: انقباض النفس عن القبائح وتركه لذلك.
وقال ابن القيم: الحياء (الذي هو الاستحياء) مشتق من الحياة، ومن ذلك أيضاً:الحيا المطر، لكنه مقصور ، وعلى حسب حياة القلب يكون فيه قوة خلق الحياء، وقلة الحياء من موت القلب والروح فكلما كان القلب أحيا كان الحياء منه أتم(1) .
الحياء اصطلاحاً :
تغيّر وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به.
- وقال الجرجاني: هو انقباض النفس من شيء وتركه حذراً عن اللوم منه.
- وقال الجاحظ: الحياء من قبيل الوقار، وهو غضّ الطرف والانقباض عن الكلام حشمة للمستحيا منه، وهو عادة محمودة ما لم تكن عن عيٍ ولا عجز (2) .
- وقال ابن مفلح الحنبلي: وحقيقة الحياء خلق يبعث على فعل الحسن وترك القبيح (3) .
وقال النووي: رُوّينا عن أبي القاسم الجنيد قوله: الحياء رؤية الآلاء، ورؤية التقصير، فيتولد بينهما حالة تسمى حياء، ومعنى هذه العبارة أن الحياء حالة للنفس تتولد من رؤية أمرين هما: رؤية النعم من ناحية، ورؤية التقصير من ناحية أخرى، وهذا التصور خاص بالحياء من المولى عز وجل.
المعنى اللغوي للستر :
ستر الشيء يستره سَتْراً وسِتَراً : أخفاه، وسَتَرْتُ الشيء بالفتح: إذا غطيته، وتَسَتّر أي: تغطى ورجل مستور وستير أي : عفيف.
قال ابن فارس: السين والتاء والراء كلمة تدل على الغطاء.
هذه السلسلة بقلم
أ. أمل الغفيلي
(1) مدارج السالكين منزلة الحياء
(2) تهذيب الأخلاق للجاحظ.
(3) الآداب الشرعية.