الأدب مع الجار

 

حث الإسلام على حسن معاملة الجار ، قال سبحانه ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب ...)(1). وقال عليه الصلاة والسلام ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)(2)، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام ( والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن . قيل : من يا رسول الله ؟ قال : من لا يأمن جاره بوائقه )(3).

 

مـنازل الجـار:

للجار ثلاثة منـازل هي :

1-  الجار القريب وله ثلاثة حقوق حق القرابة ، وحق الجوار ، وحق الإسلام .

2-  الجار المسلم له حقان ؛ حق الجوار ، وحق الإسلام .

ومما يدل على حق أصحاب هاتين المنزلتين قول الله تعالى ( والجار ذي القربى والجار  الجنب ).

3- الجار غير المسلم له حق واحد وهو حق الجوار . ومما يدل على حق الجار غير المسلم ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أن غلاماً يهودياً كان جاراً للنبي صلى الله عليه وسلم مرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه ، فقال له ( أسلم ) ، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له : أطع أبا القاسم ، فأسلم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول ( الحمـد لله الذي أنقـذه من النـار )(4).

 

وللجار الأدنى من الحقوق ما ليس للجار البعيد فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله إن لي جارتين فإلى أيهما أُهدي ؟ قال: ( إلى أقربهما منك باباً ) (5) فلما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتخصيص الهدية للجار القريب دون البعيد ، عُلم أن حقه مقدم على حق البعيد.

 


(1) سورة النساء آية 36 .

(2) أخرجه البخاري باب الوصاية بالجار ح 5669-5/2239 .

(3) أخرجه البخاري باب إثم من لا يأمن جاره بوائقه ح 5670-5/2240 .

(4) أخرجه البخاري باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه ...ح 1290-1/455 .

(5) أخرجه البخاري باب أي الجوار أقرب ح 2140-2/788 .



بحث عن بحث