الخلق مـع الجـن(1)

 

نتحدث عن هذا الخلق لأن عالم الجن عالم غيبي لا نعرفه إلا عن طريق الوحي، ومن الخلق مع الجن ما يلي:

 

1)  الإيمان بوجودهم،وأنهم خلق من خلق الله تعالى ، ووجودهم ثابت في الكتاب والسنة ، وحسب الإنسان كي يؤمن بذلك الأمر التعوذ من شرهم، كما في سورة الناس ( من الجنَّة والناس )(2).

وأنهم خلقوا من نار ، فعن عائشة -رضي الله عنها- عن - النبي صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ( خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم )(3) ، لكنهم ليسوا باقين على أصل خلقتهم النارية كما هو الشأن في آدم - عليه السلام - وبنيه.

وأن منهم مسلمين يدخلون الجنة في الآخرة ، ومنهم كافرون يدخلون النار في الآخرة ، قال – سبحانه -: ( وأنّا منا الصالحون  ومنا دون ذلك كنا طرائق قدداً ) إلى قوله ( وأنّا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشداً ، وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً )(4).

 

2)  أنهم من مخلوقات الله تعالى ، فلا يحل لمسلم الاستغاثة بهم، أو دعاءهم، أو التقرب إليهم، ولا سؤالهم فهم لا يعلمون الغيب ، وذلك كله شرك بالله تعالى، ولا يزيد من يفعله إلا رهقاً ، قال – سبحانه - : ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً )(5).

3)   ستر العورات عنهم بقول بسم الله عند دخول الخلاء، أو عند نزع اللباس، عن علي - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول بسم الله)(6)، وفي حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: ( إذا وضع الرجل ثوبه أن يقول بسم الله )(7).

4)  عدم إيذائهم بأي نوع من الأذى ؛ كالاستهزاء والسخرية ، وصب الماء الساخن في الأرض ، أو إلقاء الحجر ونحوه ، دون إيذانهم – وهو قول بسم الله–، وكذلك الاستجمار بالعظم والروث .

5)  التحصن منهم بما ورد في الكتاب والسنة من آيات وأذكار، من ذلك المحافظة على قراءة سورة الإخلاص وسورتي الفلق والناس ثلاثاً في الصباح والمساء وعند النوم .

6)  وهناك جملة من الآداب ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله ( إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم ؛ فإن الشياطين تنتشر حينئذ ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم ، وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله ؛ فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً ، وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله ، وخمِّروا آنيتكم واذكروا اسم الله ، ولو أن تعرضوا عليها شيئاً ، وأطفئوا مصابيحكم )(8).

                                  

                                   بقلم

 

                                 د . إلهام بدر الجابري


 


(1) - ذكرنا الجن بعد الملائكة لأنهم من الغيب الذي لا نعلمه إلا عن طريق الشرع.

(2) - آية 6.

(3) - سبق تخريجه في الخلق مع الملائكة .

(4) - سورة الجن آية 11 و14،15 .

(5) - سورة الجن آية 6 .

(6) - أخرجه ابن ماجه ك الطهارة باب ما يقوله الرجل إذا دخل الخلاء ح297-1/109 .

(7) - وأخرجه الرازي في الفوائد ح1708و1711-2/268 ، وكلا الطريقين ضعيف ، إلا أن الحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى الصحيح لغيره ، وقد صححه الألباني لغيره في إرواء الغليل ح50-1/88 .

(8) - أخرجه البخاري ك بدء الخلق باب صفة إبليس وجنوده ح3280-6/336 ، ومسلم ك الأشربة باب استحباب تغطية الإناء وإبكاء السقاء 13/183 مع شرح النووي .



بحث عن بحث