الحاضنة الطيبة

 

تعالوا يا أحبتي نتعرف على مولاة النبي صلى الله عليه وسلم وحاضنته أم أيمن .

 اسمها ونسبها :

هي بركة بنت ثعلبة الحبشية وهي التي كانت مع آمنة بنت وهب أم الرسول صلى الله عليه وسلم حين ذهبت إلى المدينة لزيارة بني النجار أخوال أبيه ولما عادت إلى مكة مرضت آمنة في الطريق وتوفيت في قرية بين مكة والمدينة فكان عمره ست سنين فحملته أم أيمن إلى مكة إلى جده العطوف عبد المطلب (1) .

فضلها ومكانتها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم :

  شب الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقدر أم أيمن ويكرمها لأنها كانت رضي الله عنها تقوم على أموره وشؤونه وترعاه رعاية حسنة فلما تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بخديجة أعتق أم أيمن فتزوجها عبيد بن زيد الخزرجي فولدت له أيمن وأيمن صاحب هجرة وجهاد وخدم الرسول صلى الله عليه وسلم واستشهد يوم حنين رضي الله عنه (2). ثم تزوجها زيد بن حارثة فولدت له أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

      أم أيمن ودلو الماء :

أسلمت وهاجرت وفي أثناء الطريق وصلت إلى مكان يسمى (الروحاء) فعطشت وليس معها ماء وهي صائمة ، وجهدت، فدلي عليها من السماء دلو من ماء بحبل أبيض ، فشربت ، وكانت تقول : ما أصابني بعد ذلك عطش ، ولقد تعرضت للعطش بالصوم في الهواجر فما عطشت(3) .

      ورغم كبر سن أم أيمن فقد أبت إلا أن تشارك في غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم فكانت تسقي الماء وتداوي الجرحى (4).

      وفاتها :

لقد أمد الله عمرها حتى شهدت وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .

عن أنس : قال أبو بكر رضي الله عنه ، بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعمر : انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها ، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فقال : ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء ، فهيجتهما على البكاء ، فجعلا يبكيان معها(5) .


(1) سير أعلام النبلاء (1-2/44) .

(2) سير الصحابيات (90) .

        (3) سير أعلام النبلاء (3/484) .

(4) سير الصحابيات (91) .

(5) أخرجه مسلم ، كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم ، باب من فضائل أم أيمن رضي الله عنها (6318/1079).

 

 

 



بحث عن بحث