الحلقة (27) : قصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام (12)
وصية النبي صلى الله عليه وسلم خيرا بأهل مصر لأجل هاجر رضي الله عنها
- عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إِذَا افْتَتَحْتُمْ مِصْرًا فَاسْتَوْصُوا بِالْقِبْطِ خَيْرًا ، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا)[1] .
قَالَ الزُّهْرِيُّ : " فَالرَّحِمُ أَنَّ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ مِنْهُمْ " .
- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ ، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا ، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَاخْرُجْ مِنْهَا)[2].
- يستفاد مما سبق :
قال النووي رحمه الله : قال العلماء : القيراط جزء من أجزاء الدينار والدرهم وغيرهما ، وكان أهل مصر يكثرون من استعماله والتكلم به .
وأما الذمة : فهي الحرمة والحق ، وهي هنا بمعنى الذمام .
وأما الرحم : فلكون هاجر أم إسماعيل منهم .
وأما الصهر : فلكون مارية أم إبراهيم منهم " انتهى[3].
وقال المناوي رحمه الله :
" أي : اطلبوا الوصية من أنفسكم بإتيان أهلها خيراً ، أو معناه : اقبلوا وصيتي فيهم ، يقال أوصيته فاستوصى أي قبل الوصية ، يعني : إذا استوليتم عليهم ، وتمكنتم منهم ، فأحسنوا إليهم ، وقابلوهم بالعفو عما تنكرون ، ولا يحملنكم سوء أفعالهم وقبح أقوالهم على الإساءة إليهم ، فالخطاب للولاة من الأمراء والقضاة .
ثم علَّلَه بقوله : ( فإن لهم ذمة ) ذماماً وحرمة وأماناً من جهة إبراهيم بن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فإن أمه مارية منهم .
(ورحماً ) بفتح فكسر : قرابة ، لأن هاجر أم إسماعيل منهم " انتهى.[4]
[1]رواه الحاكم في " المستدرك " (4032) وصححه على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي ، وصححه الألباني في "الصحيحة" (1374) على شرط الشيخين أيضا .
[2] رواه مسلم (2543)
[3]" شرح مسلم " (16/97)
[4]" فيض القدير " (1/523-524)