قصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام(6)
اختتان إبراهيم عليه السلام :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( اختتن إبراهيم النبي عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم )(1)
قصة إبراهيم الخليل مع ملك مصر :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله :" لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات : اثنتين منهن في ذات الله ، قوله : " إني سقيم " وقوله : " بل فعله كبيرهم هذا " وبينما هو ذات يوم وسارة ، إذ أتى على جبار من الجبابرة ، فقيل له : إن هاهنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس ، فأرسل إليه , فسألاه عنها فقال : من هذه ؟ قال أختي فأتى سارة فقال : يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك , و إن هذا سألني , فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني , فأرسل إليها , فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده فأخذ , فقال : ادعي الله لي , و لا أضرك , فدعت الله , فأطلق , ثم تناولها ثانية فأخذ مثلها , أو أشد فقال : ادعي الله لي , و لا أضرك , فدعت , فأطلق فدعا بعض حجبته , فقال : إنك لم تأتني بإنسان ! إنما أتيتني بشيطان ! فأخدمها هاجرا .فأتته وهو قائم يصلي , فأوما بيده : مهيا ؟ قالت : رد الله كيد الفاجر في نحره و اخدم هاجر. قال أبو هريرة:( فتلك أمكم يا بني السماء) (2)
ويستفاد مما سبق
1- قال النووي: " رواة مسلم متفقون على تخفيف القدوم ووقع في روايات البخاري الخلاف في تشديده وتخفيفه قالوا : وآلة النجار يقال لها قدوم بالتخفيف لا غير ، وأما القدوم مكان بالشام ففيه التخفيف فمن رواه بالتشديد أراد القرية ومن رواه بالتخفيف يحتمل القرية والآلة والأكثرون على التخفيف وعلى إرادة الآلة .
وهذا الذي وقع هنا وهو ابن ثمانين سنة هو الصحيح ووقع في الموطأ وهو ابن مائة وعشرين سنة موقوفاً على أبي هريرة وهو متأول أو مردود.(3)
2- الختان من محاسن هذا الدين ومن كمال الشريعة الغراء
قال الدكتور محمد البار: "الخِتان وقايةٌ من الالتهابات الموضعيَّة في القَضيب، والناتجة عن وجود القُلْفة.
الخِتان وقايةٌ من التهابات المجاري البوليَّة والتناسليَّة.
- الخِتان وقايةٌ من سرطان القضيب.
- الخِتان وقايةٌ من الأمراض الجِنسيَّة التي تنتقل عبر الاتِّصال الجِنسيِّ, وتنتشر بصورة أكبر وأخطر لدَى غير المختونين.
- يَمنع الالتهابات الميكروبيَّة والرَّوائحَ الكريهة التي تنتج عن تراكم اللخن (النَّتَن) تحت القُلْفة.
- الختان وقايةٌ للزَّوجة من سرطان عُنق الرَّحِم بإذن الله عزَّ وجلَّ (4)
3- أورد الحافظ ابن حجر : قال ابن عقيل : دلالة العقل تصرف ظاهر إطلاق الكذب على إبراهيم , و ذلك أن العقل قطع بأن الرسول ينبغي أن يكون موثوقاً به ليعلم صدق ما جاء به عن الله و لا ثقة مع تجويز الكذب عليه , فكيف مع وجود الكذب منه , و إنما أطلق عليه ذلك بصورة الكذب عليه فكيف مع وجود الكذب منه و إنما أطلق عليه ذلك لكونه بصورة الكذب عند السامع , و على تقديره فلم يصدر ذلك من إبراهيم عليه السلام – يعني إطلاق الكذب – إلا في حال شدة الخوف لعلو مقامه , و إلا فالكذب المحض في مثل تلك المقامات يجوز , و قد يجب لتحمل أخف الضررين دفعاً لأعظمهما , و أما تسميته إياها كذبات , فلا يريد أنها تذم , فإن الكذب و إن كان قبيحاً مخلاً لكنه قد يحسن في مواضع و هذا منها ). (5)
________________
(1) أخرجه البخاري(3356،6298) ومسلم(2370).
(2) أخرجه البخاري(2635،2217) وغيرها من المواضع ومسلم(2371).
(3) شرح صحيح مسلم ( 15 / 123 )
(4) الختان للدكتور محمد علي البار(ص75) وما بعدها
(5) في الفتح (6/392)