قصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام(2)

قول إبراهيم عليه السلام ( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى....)

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( نحن أحق بالشك من إبراهيم ، إذ قال : (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى ) .(1)

كان إبراهيم عليه السلام حنيفاً

وعن ابن عمر رضي الله عنهما :" أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام يسأل عن الدين ويتبعه ، فلقى عالماً من اليهود فسأله عن دينهم فقال : إنَي لعلي أن أدين دينكم فأخبرني ، فقال : لا تكون على ديننا حتى تأخذ نصيبك من غضب الله .

قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفاً .قال زيد : وما الحنيف ؟ قال : دين إبراهيم ، لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد إلا الله .

فخرج زيد فلقى عالما من النصارى فذكر مثله ، فقال : لن تكون على ديننا حتى تأخذ نصيبك من لعنة الله .

قال : ما أفر من لعنة الله ولا أحمل من لعنة الله ولا من غضبه شيئاً وإني أستطيع ؟ فهل تدلني على غيره ؟

قال : ما أعلمه إلا أن يكون حنيفاً

قال : وما الحنيف ؟ قال : دين إبراهيم ، لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد إلا الله

فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم عليه السلام خرج فلما برز رفع يديه

فقال : اللهم إني اشهد أني على دين إبراهيم (2)

ويستفاد مما سبق

1- تواضع النبي صلى لله عليه وسلم حيث قال نحن أولى بالشك من إبراهيم ومعنى ذلك ما قاله القاضي عياض: أي نحن موقنون بالبعث وإحياء الموتى، فلو شك إبراهيم في ذلك لكنَّا أولى بالشك - على طريق الأدب - وكلاهما لا يجوز عليه الشك. (3)

 

2- وصف الله خليله إبراهيم عليه السلام أنه كان حنيفا في آيات عدة منها قوله تعالى(قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) آل عمران/95

يقول العلامة السعدي رحمه الله :

" أي : مقبلا على الله ، معرضا عما سواه ، قائما بالتوحيد ، تاركا للشرك والتنديد ، فهذا الذي في اتباعه الهداية ، وفي الإعراض عن ملته الكفر والغواية "(4)انتهى.

ويقول العلامة ابن عاشور رحمه الله :

" المراد الميل في المذهب ، أن الذي به حنف يميل في مشيه عن الطريق المعتاد ، وإنما كان هذا مدحا للملة لأن الناس يوم ظهور ملة إبراهيم كانوا في ضلالة عمياء ، فجاء دين إبراهيم مائلا عنهم ، فلقب بالحنيف ، ثم صار الحنيف لقب مدح بالغلبة . وقد دلت هذه الآية على أن الدين الإسلامي من إسلام إبراهيم "(5) انتهى.

____________________

(1) أخرجه البخاري برقم ( 3372 ، 3375 ، 3387 ، 4537 ، 4694 ، 6992 ، ) ومسلم برقم ( 151 )

(2) أخرجه البخاري برقم ( 3827 )

(3) أخرجه البخاري برقم ( 3827 )

(4) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " (ص/67)

(5) التحرير والتنوير " (1/717)



بحث عن بحث