قصة صالح عليه السلام (2)

 

أشقى الناس الذيقتل ناقة صالح عليه السلام  :

عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه :" ألا أحدثكم بأشقى الناس رجلين ؟ أحيمر ثمود الذي عقر الناقة ، والذي يضربك يا علي على هذه ، حتى يبل منها هذه "(1)

-  وعن عبد الله بن زمعة رضي الله عنه قال  :خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الناقة وذكر الذي عقرها فقال :إذ انبعث أشقاها ، وأنبعث له رجل عارم عزيز منيع في رهطة مثل أبي زمعة "(2)

قال ابن حجر: قوله : ( عزيز ) أي قليل المثل . 

قوله : (عارم) بمهملتين أي صعب على من يرومه كثير الشهامة والشر.

قوله : ( منيع ) أي: قوي ذو منعة أي : رهط يمنعونه من الضيم ، وقد تقدم في أحاديث الأنبياء بلفظ :" ذو منعة "وتقدم بيان اسمه وسبب عقره الناقة(3)

قال القرطبي: يحتمل أن المراد بأبي زمعة الصحابي الذي بايع تحت الشجرة يعني وهو عبيد البلوي قال ووجه تشبيهه به إن كان كذلك أنه كان في عزة ومنعة في قومه كما كان ذلك الكافر قال ويحتمل أن يريد غيره ممن يكنى أبا زمعة من الكفار(4)

قال ابن حجر: والثاني هو المعتمد(5)

سرعة المرور بالقوم المعذبين والنهي عن الدخول عليهم :

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس على تبوك ، نزل بهم الحجر عند بيوت ثمود ، فاستقى الناس من الآبار التي كانت تشرب منها ثمود ، فعجنوا منها ونصبوا القدور ، فأمرهم رسول الله فأهرقوا القدور ، وعلفوا العجين الإبل ، ثم ارتحل بهم حتى نزل بهم على البئر التي كانت تشرب منها الناقة ، ونهاهم أن يدخلوا على القوم الذين عذبوا فقال :" إني أخشى أن يصيبكم مثل ما أصابهم فلا تدخلوا عليهم "(6)

-  وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  وهو بالحجر :" لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين ، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم ، أن يصيبكم مثل ما أصابهم "

عن عمرو بن سعد وقيل عامر بن سعد رضي الله عنه قال :لما كان في غزوة تبوك تسارع النا إلى أهل الحجر يدخلون عليهم ، فبلغ ذلك رسول الله   فنادى في الناس( الصلاة جامعة )

قال : فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو ممسك بعيره وهو يقول :" ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم ! "فناداه رجل : نعجب منهم يا رسول الله ؟قال : " أفلا أنبئكم بأعجب من ذلك ؟ رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم وما هو كائن بعدكم ، فاستقيموا وسسدوا ، فإن الله لا يعبأ بعذابكم شيئاً ، وسيأتيقوم لا يدفعون عن أنفسهم شيئاً "(7)

ويستفاد مما سبق:

1-  أن أشد قبيلة ثمود شقاء، هو عاقرُ الناقة واسمه في قول عامة المفسرين المؤرخين كابن جرير وابن كثير قُدَار بن سالف.

2-  أنه لا يجوز دخول أماكن القوم المعذبين إلا لأخذ العظة والعبرة

قال العثيمين: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن دخول تلك الأماكن، واستثنى حالة الخوف والخشوع، وزيارتها للسياحة والمتعة مخالف للهيئة التي أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بها، لأن الزائر على هذه الصفة سوف يمكث فيها، وربما وقع في نفسه تعظيم لما يراه من أحكام البناء وشدته، وفي ذلك خطر عظيم على المسلم. (8)

____________________

(1) أخرجه أحمد ( 4 / 263 ) والنسائي في الخصائص (ص 28) والطحاري في مشكل الاثار ( 1/ 351 - 352 ) وصححه الحاكم ( 3 / 140 - 141 ) على شرط مسلم ووافقه الذهبي والألباني(الصحيحة: 1743)

وله شاهد من حديث علي اسناده حسن كما قال الهيثمي في المجمع ( 9 / 136 - 137 )  الأحيمر: الأكيلف الوجه. لسان العرب - (ج 3 / ص 369) العقر: ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف وهو قائم.

(2) أخرجه البخاري برقم ( 3377 ، 4942 ، 5204 ، 6042 )  ، ومسلم برقم ( 2855 ).

(3) فتح الباري(8/706).

(4) المفهم (7/429).

(5) فتح الباري(8/706).

(6) أخرجه البخاري برقم ( 3378 ، 3379 )  ، ومسلم برقم ( 2855 ).

(7) أخرجه البخاري برقم ( 433 ، 3381 ، 4702 ، 4420 ) ومسلم برقم ( 2980 )

(8) لقاء الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين 8/82 



بحث عن بحث