الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة – حرف الألف (13-24)

 

الحديث الحادي والخمسون:

عن الحارث الأشعريّ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله -عز وجل- أوحى إلى يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن، ويأمر بني إسرائيل أن يعلموا بهن فكأنه أبطأ بهن، فأوحى الله -عز وجل- إلى عيسى إما أن يبلغهن أو تبلغهن، فأتاه عيسى فقال: إن الله أمرك بخمس كلمات تعمل بهن وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، فإما أن تخبرهم وإما أن أخبرهم. فقال: يا روح الله! لا تفعل؛ فإني أخاف إن سبقتني بهن أن يُخسف بي أو أُعذب. قال: فجمع بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد وقعدوا على الشرفات ثم خطبهم فقال: إن الله -عز وجل- أوحى إلي بخمس كلمات وأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنّ؛ أولهن: أن لا تشركوا بالله شيئًا، فإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو وَرِق ثم أسكنه دارا، فقال: اعمل وارفع لي عملك. فجعل العبد يرفع إلى غير سيِّدِه، فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك؟! فإن الله -عز وجل- خلقكم ورزقكم فلا تشركوا به شيئا، وإذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا؛ فإن الله يُقبل بوجهه إلى وجه عبده ما لم يلتفت، وآمركم بالصيام، ومثل ذلك كمثل رجلٍ في عصابة معه صرة مسك فكلكم يحب أن يجد ريحها، وخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك، وآمركم بالصدقة، ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوه إلى عنقه أو قربوه ليَضربوا عنقه، فجعل يقول لهم: هل لكم أن أفدي نفسي منكم؟ فجعل يعطي القليل أو الكثير حتى فدى نفسه، وآمركم بذكر الله كثيرا، ومثل ذلك كمثلِ رجل طلبه العدو سِرَاعًا في أثره حتى أتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه، وكذلك العبد لا ينجو من الشيطان إلا بذكر الله»(1).

 

الحديث الثاني والخمسون:

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله -عز وجل- ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول: يا رب! أنَّى لي هذه؟ فيقول: باستغفار ولدك لك»(2).

 

الحديث الثالث والخمسون:

عن ابن عباس -رضي الله عنهما- حدَّث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدثه أن الروح الأمين حدثه: «أن الله –تعالى- قضى أن يؤتى بعمل العبد يوم القيامة حسناته وسيئاته فيقص بعضها ببعض، فإن بقيت له حسنة واحدة؛ وسَّع الله له في الجنة ما شاء». قال الحكم بن أبان: فأتيت أبا سلمة يزداد فقلت له: فإن ذهبت الحسنة ولم يبق شيء؟ فقال: ?أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا? إلى قوله: ?الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ?(3).


 


(1) أخرجه أحمد في مسنده (17170، 17800)، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (1724)

(2) أخرجه أحمد (10611)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/351): رجاله رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وقد وثق.

(3) أخرجه الحاكم (7641، 7642)، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، وافقه الذهبي.



بحث عن بحث