تعريف الحديث القدسي اصطلاحا:

هو الحديث الذي يحكيه النبي صلى الله عليه وسلم عن رب العزة عز وجل ويتصرف في لفظه صلى الله عليه وسلم - على أرجح الأقوال - على حسب ما يشاء من التعبير وقد أوحي إليه معناه سواء كان ذلك يقظة أو مناما عن طريق الوحي أو إلهاما مع عدم منحه خصائص القرآن.

بعض أقوال أهل العلم في تعريف الحديث القدسي:

قال الجرجاني:

(الحديث القدسي هو من حيث المعنى من عند الله تعالى ومن حيث اللفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ما أخبر الله تعالى به نبيه بإلهام أو بالمنام فأخبر عليه السلام عن ذلك المعنى بعبارة نفسه فالقرآن مفضل عليه لأن لفظه منزل أيضا)(1).

قال الملا علي القاري:

(«أوحى إلي» أي وحيا خفيا غير متلو، وهو يحتمل أن يكون بواسطة جبريل أو لا، وله نقله ولو بالمعنى، وبهذه القيود فارق الحديث القدسي الكلام القرآني)(2).

قال المناوي:

(الحديث القدسي إخبار الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام معناه بإلهام أو بالمنام فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك المعنى بعبارة نفسه)(3).
قال المناوي:

(الحديث القدسي ما أخبر الله نبيه بإلهام أو منام فأخبر عن ذلك المعنى بعبارته فالقرآن مفضل عليه بإنزال لفظه أيضا)(4).

قال الزرقاني:

(الحديث القدسي أُوحيت ألفاظه من الله على المشهور والحديث النبوي أوحيت معانيه في غير ما اجتهد فيه الرسول والألفاظ من الرسول)(5).

أسماء الحديث القدسي:

اصطلح أهل العلم على تسمية الحديث القدسي بعدة أسماء فمنهم من يسميه بالحديث القدسي وهو الأشهر والأغلب، ومنهم من يسميه بالحديث الإلهي، وبعضهم يطلق عليه الحديث الرباني.

بعض مَن قال فيه: الحديث الإلهي:

قال ابن تيمية:

(في أول هذا الحديث الإلهي الذي قال فيه الإمام أحمد هو أشرف حديث لأهل الشام أنه حرم الظلم على نفسه)(6).

وقال في موضع أخر:

(كما قال فى الحديث الإلهي «يا عبادي إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعونى»(7))(8).

وقال الحافظ ابن حجر:

(الأحاديث الإلهية: وهي تحتمل أن يكون المصطفى صلى الله عليه وسلم أخذها عن الله تعالى بلا واسطة أو بواسطة)(9).

وقال الطيبي:

(إن القدسي نص إلهي في الدرجة الثانية، وإن كان من غير واسطة ملك غالبا؛ لأن المنظور فيه المعنى دون اللفظ، وفي القرآن اللفظ والمعنى منظوران فعلم من هذا مرتبة بقية الأحاديث)(10).

وقال الملا علي القاري:

(الحديث الإلهي «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي»(11))(12).

بعض مَن قال فيه: الحديث الرباني

قال الجلال المحلي:

(الْأَحَادِيثَ الرَّبَّانِيَّةَ كَحَدِيثِ الصَّحِيحَيْنِ: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي»(13))(14).

وقال المباركفوري:

(«قال» أي النبي صلى الله عليه وسلم «قال الله عز وجل» فيكون من الأحاديث الربانية أي القدسية)(15).


 

(1)     التعريفات للجرجاني (ص 113).
(2)     مرقاة المفاتيح (2/173).
(3)     فيض القدير للمناوي (4/468).
(4)     التعاريف للمناوي (ص 271).
(5)     انظر مناهل العرفان (1/37).
(6)     مجموع الفتاوى (8/510).
(7)     أخرجه مسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم (2577).
(8)     مجموع الفتاوى (17/110)، وانظر منهاج السنة (1/452)، درء تعارض النقل (2/110).
(9)     فيض القدير للمناوي (4/468).
(10)     فيض القدير للمناوي (4/468).
(11)     متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى ?ويحذركم الله نفسه? وقوله جل ذكره ?تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك? (7405،)، باب قول الله تعالى ?يريدون أن يبدلوا كلام الله? (7505)، مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب الحث على ذكر الله تعالى (2675)، باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى: (4/2067/2675)، كتاب التوبة، باب في الحض على التوبة والفرح بها (4/2099/2675).
(12)     الرد على وحدة الوجود (ص- 115).
(13)     متفق عليه: سبق تخريجه.
(14)     حاشية العطار على شرح الجلال المحلي على جمع الجوامع (2/209).
(15)     مرعاة المفاتيح (1/393).

 



بحث عن بحث