هدي الرسول  في العمرة (3-3)

إن بعض المعتمرين حين يؤدون العمرة يأتون ببعض التصرفات التي تخرجها عن إطارها الشرعي، وتوقع صاحبها في أخطاء شرعية، كما أن التساهل في أداء العبادة وعدم فقهها وعدم السؤال عما يجهله نحوها، إن هذا وأمثاله ليعد من رؤوس الأخطاء التي يقترفها كثير من المعتمرين، فالعبادة لا تكون مقبولة إلا إذا كانت خالصة لله عز وجل ومتابعًا فيها العبد هدي محمد ﷺ، أما من يظن أن العمرة لا تكتمل إلا بالجلوس في مكة فترة من الزمن، وقد يصطحب معه عائلته من بنين وبنات، وهو يجتهد في أداء العبادة، ولكن ينشغل عنهم ولا يتابع سلوكهم وتصرفاتهم داخل المسجد الحرام وخارجه، فهذا قد أخطأ في حق نفسه وأسرته، وتعرض -والعياذ بالله- للإثم والوزر.

لا شك أن المكث في بيت الله الحرام للصلاة وقراءة القرآن واستماع الدروس العلمية من القربات العظيمة والطاعات الجليلة، فهذه الصلاة تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد، ولكن ينبغي ألا يسبب ذلك خللًا في حياة المسلم، فتضيع الأسرة والأولاد.

ولتعلم المرأة المسلمة أن صلاتها في بيتها يحصل لها بها الأجر المضاعف، بل هي أفضل لها، ولكن إذا خرجت إلى المسجد الحرام فلتخرج بآداب الخروج، وهي: عدم الزينة وعدم التطيب، والالتزام بالحجاب الشرعي، وغض البصر، وعدم التبختر في المشية، وألا تخضع بالقول.

وليعلم كل مسلم ومسلمة أن للمسجد الحرام والرحاب الطاهرة آدابًا عظيمة: من الاحترام والتقدير والهيبة والإجلال ما ليس لغيرها.

فالتساهل من الماكثين فيه من أصوات مزعجة، وقيل وقال، ومخالفات في المآكل والمشرب وتسيب للأطفال، وما يفعله بعض المعتكفين من عدم اهتمام بحرمة هذا البيت، أخشى أن يكون ذلك داخلًا في قوله تعالى: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}(1).

فينبغي للمسلم أن يرعى المصلحة الشرعية في كل أحواله وسلوكه وتصرفاته.

أسأل الله أن يرزقنا الفقه في دينه، والإخلاص في القول والعمل، وأن يرزقنا العفو والعافية، والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، إنه سميع مجيب، وهو المستعان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [الحج: 25]



بحث عن بحث