الخاتمة (2-2)

حادي عشر: ومن الأساليب الناجعة في الميدان التربوي الرفق واللين مع المتلقي، كالتسامح معه، والعفو عن زلاته، وعدم محاسبته كثيرًا، لأن ذلك يولّد في النفس حب التلقي وحسن الاستماع.

ثاني عشر: مبدأ التيسير ضرورة في مجال التربية والتعليم، لأن  الفطرة تميل إليه، فكلما كان الداعية أو المربّي ميسّرًا على المتلقي والسامع، كلما اختصر عليه الطريق للوصول إلى الهدف المنشود، سواء في التعامل اليومي أو في العبادات، أو عند وقوع الأخطاء وغيرها.

ثالث عشر: لا بد للداعية والمربّي أن يكون على دراية بما تميل إليه الفطرة الإنسانية وما تنفر منها، فيؤمّن حاجات المتلقي النفسية والمادية، ولا يكلّفه فوق طاقته، ويقدّر ظروفه، ويحثّه على الفضيلة والأخلاق، وهكذا.

رابع عشر: ومن الأساليب التربوية الناجحة، الجمع بين الترغيب والترهيب، وكيفية ممارسته، حسب الأحوال والظروف المناسبة لكل منهما.

خامس عشر: أن تحاط العملية التربوية كلها، من مبدئها إلى منتهاها بالدعاء المتواصل لله جل وعلا بالتوفيق والتسديد، والله تعالى يجيب دعاء الداعين.

    

وعليه: فتبنى البرامج التربوية – أيا كانت – في المؤسسة، أو البيت، وكذا البرامج التوجيهية والإرشادية، وفق هذه القواعد والمعالم لكي تثمر العملية التربوية ثمارها وتنتج نتاجها اليانع.

وعلى سبيل المثال (باختصار): تربية الولد:

- فيحدد الهدف من التربية.

- ويعمل الوسائل والأساليب المناسبة لها.

- ويهيئ ما يحتاج من الأدوات المعينة.

- وينوع في أساليبه بين التوجيه المباشر والترغيب والترهيب.

- ويحذر من مخالفة عمله قوله.

- ويرتب الأولويات.

- واضعًا أمامه عددًا من البرامج المبنية على مناسبتها للمتربي، صغرًا وكبرًا، ذكرًا كان أو أنثى.

- وواضعًا أمامه – أيضًا - المبادئ الكبرى من الرفق واللين والتيسير، والمعاهدة بالدعاء والعمل الصالح ... وهكذا.

    

ومن خلال هذه المعالم التربوية الواضحة، يمكن لأي إنسان أن يبني لنفسه منهجًا تربويًا في الحياة، مع ربه جلا وعلا، ومع نفسه، وأهل بيته وأسرته، وكذلك مع المجتمع من حوله.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

                            

كتبه

أ. د. فالح بن محمد بن فالح الصغير

عضو مجلس الشورى

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 



بحث عن بحث