مرائي النبي

ورد في السنة النبوية بعض المرائي الخاصة بالنبي ﷺ وهي بالنسبة له وحي، وقد تحققت جميعها، منها:

1- رؤياه ﷺ للكذّابَيْن اللذيْن ادّعيا النبوة، مسليمة والعنسي، فعن نافع بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله ﷺ، فجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته، وقدمها في بشر كثير من قومه، فأقبل إليه رسول الله ﷺ، ومعه ثابت بن قيس بن شماس – وفي يد رسول الله ﷺ قطعة جريد – حتى وقف على مسيلمة في أصحابه فقال: «لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ولن تعدو أمر الله فيك ولئن أدبرت ليعقرنك الله وإني لأراك الذي أريت فيه ما رأيت وهذا ثابت يجيبك عني» ثم انصرف عنه. قال ابن عباس - رضي الله عنهما - فسألت عن قول رسول الله ﷺ: «إنك أرى الذي أريت فيه ما أريت» فأخبرني أبو هريرة أن رسول الله ﷺ، قال: «بينا أنا نائم رأيت في يديَّ سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحي إليّ في المنام أن انفخهما فنختهما فطارا فأولتهما كذابين يخرجان بعدي أحدهما العنسي والآخر مسيلمة»(1).

2- رؤياه عليه الصلاة والسلام في نقل الوباء من المدينة إلى الجحفة، كما ورد في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «رأيت في المنام امرأة سوداء ثائرة الشعر تفلة أخرجت من المدينة فأسكنت مهْيَعة فأوّلتُها في المنام وباء المدينة ينقله الله إلى مَهْيَعة»(2).

3- رؤياه عليه الصلاة والسلام المدينة دار هجرته، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ للمسلمين: «قد رأيت دار هجرتكم أريت سبخة ذات نخل بين لابتين وهما حرتان»، فخرج من كان مهاجرًا قبل المدينة حين ذكر ذلك رسول الله ﷺ، ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة من المسلمين(3).

4- رؤياه عليه الصلاة والسلام لخلافة أبي بكر رضي الله عنه بعده، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع بها ذنوبًا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف، والله يغفر له ضعفه، ثم استحالت غربًا فأخذها ابن الخطاب فلم أر عبقريًا من الناس ينزع نزع عمر حتى ضرب الناس بعطن»(4).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه البخاري (ص742، رقم 4374) كتاب المغازي، باب قصة الأسود العنسي.

(2) أخرجه البخاري (ص1212، رقم 7040) كتاب التعبير، باب المرأة الثائرة الرأس. ومسلم (ص487، رقم 1181) كتاب الحج، باب مواقيت الحج.

(3) أخرجه البخاري (ص368، رقم 2297) كتاب الكفالة، باب الدين.

(4) أخرجه البخاري (ص1288، رقم 7475) كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: ﴿ قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي﴾. ومسلم (ص1052، رقم 9232) كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عمر.



بحث عن بحث