شروط الراقي

إن من أهم الشروط التي الواجب توافرها في الراقي أو الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها هي:

1- إخلاص العمل لله تعالى، لقول النبي ﷺ: «إنما الأعمال بالنيات»، والغاية من الرقية في الأصل هي إحياء النفس وإخراجها مما تعاني، وكذلك التعبد بالقراءة وطلب الأجر من الله تعالى.

2- أن يكون الراقي على قدر من الصلاح والتقوى، وبعيدًا عن المعاصي والمحظورات الشرعية، لا سيما أن ما يقوم به من القراءة على الناس يجعله أكثر عرضة من غيره للمحاذير الشرعية كالبدع في القراءة، أو مخالطة النساء ولمسهن وغيرها، الأمر الذي يستوجب الحذر والمراقبة الدائمة للنفس من الوقوع في مثل هذه المخالفات.

3- اتباع الشرع والقواعد الشرعية، بحيث تكون الرقية بكلام الله تعالى والأذكار والأدعية المأثورة عن النبي ﷺ، أو أي دعاء آخر خال من المخالفات العقدية والشرعية، لقوله ﷺ: «لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا»(1). وهذا يعني البعد عن جميع ألوان الشرك وأسبابه في الرقية كالطلاسم والكلام غير المفهوم أو الذبح لغير الله وغيرها.

4- معرفة حال المريض وأخلاقه وسلوكه في الحياة، ومدى محافظته على الفروض والواجبات، أو إهماله لها وإغفاله عنها، وكذلك ضرورة معرفة الظروف المحيطة به والمشكلات التي يعانيها، من أجل أن يكون التشخيص صحيحًا وبالتالي تكون الرقية صائبة.

5-تجديد التوبة والاستغفار، لأن الرقية مجال للغرور والشهرة والاطلاع على عورات الناس.

6- لا يتخذ من الرقية طريقًا للكسب المادي، كما يفعل البعض من خلال القراءة الجماعية أو القراءة على خزان من الماء ثم بيعه في علب صغير بأسعار باهظة.

7- العمل على تقوية الجانب الإيماني في المريض، بأن الله وحده هو الشافي، وأن ما يقوم به الراقي إنما هو من قبيل العمل بالأسباب فحسب.

8- عدم إيهام المريض بالسحر أو العين أو تفخيم الأمر عنده، أو السرعة في التشخيص ليوهم المريض بأنه عالم بمرضه، لأن ذلك يزرع في نفسه الأوهام، ويكبر مرضه ويتضاعف بدل أن ينحسر ويزول.

9- زرع روح التفاؤل لديه، وحثه على التعامل مع المرض بصورة إيجابية، بحيث يعطيه الأمل في الشفاء من خلال الاهتمام به والسؤال عنه وعدم الانقطاع عنه.

10– تجنب الضرب أو استخدام الأساليب القاسية أثناء القراءة، لأنها تأتي بنتائج عكسية، كزيادة المرض أو إلحاق الأذى بجسد المريض أو ربما موته في بعض الأحيان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه مسلم (ص975، رقم 5732) كتاب السلام، باب لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك.



بحث عن بحث