قواعد وأصول وآداب في الرقية (2-2) 

9- مواظبة المريض على الرقية وعدم التململ منها، لأن بعض الأمراض تحتاج إلى وقت وصبر، لا سيما الأمراض النفسية التي تكون بسبب مسّ أو سحر أو عين، أو تلك التي مضى عليها وقت طويل دون معالجة أو قراءة، وفي جميع الأحوال فإن المريض يؤجر على الصبر والاحتساب، لأن الملل والتضجر لا يفيده بل يزيده مرضًا وكربًا إلى حالته التي يعانيها.

10- البعد عن المعاصي، وبالذات المخالفات الشرعية للرقاة أثناء الرقى والقراءة على المرضى، كالمحافظة على أعراض الناس وعوراتهم وأسرارهم، وكذلك الالتزام بقواعد الرقية الشرعية وعدم الخروج عنها، فقد ظهرت في الفترة الأخيرة بعض المظاهر المخالفة لحقيقة الرقى، كمن يقرأ على مجموعات من المرضى قراءة واحدة، أو يقرأ على كمية كبيرة من الماء ثم توضع في عبوات صغيرة ويوزع على المرضى، وهي لا شك تدل على الهدف المادي وكسب الأموال بطرق مختصرة، بعيدًا عن المضمون الشرعي والإنساني لهذه المهنة الشرعية وهي تخفيف وطأة المرض على المريض وتحسين حالته بإذن الله تعالى.

11- ملء برنامج اليوم والليلة بالمفيد علمًا وعملاً قدر المستطاع، لأن الانشغال بالأعمال الصالحة تخفف عن المريض وطأة المرض، وتهيأ عنده القابلية للشفاء والمعافاة، إضافة إلى الأجر العظيم المترتب عليها، أما الركون إلى الكسل والتفكير في المرض وطوله وآثاره فإنه يحبط عنده الأمل في الشفاء، ويطيل من أمد المرض، إضافة إلى ضياع الوقت وعدم استثماره والاستفادة منه.

12- طلب الأجر من الله وحده في الرقية، والتفكر في حال المريض والسعي من أجل تخفيف وطأة المرض عليه، وعدم تفضيل الجانب المادي على الجانب الإنساني حتى تؤتي الرقية ثمارها وتخرج بنتائج إيجابية وتتحقق الغاية المنشودة لها وهي الشفاء.

13- التوبة الدائمة وتجريدها لله سبحانه وتعالى، لأنها تزيل عن الإنسان ركام الآثام وسواد الذنوب والمعاصي، وتجعله مقبلاً على الله تعالى بصفاء ونقاء، وهي من الأسباب التي تقوّي مفعول الرقية وتأثيرها على المريض.

14- تجنب القراءة الجماعية في الرقية، لأن بعض الرقاة يجمعون المرضى في صالة أو ساحة، ثم يقرأ عليهم جميعًا بصوت عال أو عبر جهاز مكبّر الصوت، وهي من الأمور المخالفة للشرع ولحقيقة الرقية وغايتها.

15- تنمية الإرادة الذاتية لمواجهة المرض، وتدريب النفس على الثبات وعدم الاستسلام للمرض ومقاومة آثاره، بالإيمان بالله تعالى والإيمان بقضائه وقدره، وأنّ ما أصاب المريض لم يكن ليخطئه، وبالتالي التفاعل مع المرض بصورة إيجابية كحالة طبيعية، واتخاذ الأسباب المشروعة للشفاء والمعافاة.

16- تنمية روح التفاؤل في نفس المريض، وحسن الظن بالله تعالى، أنه سيشفيه ويذهب عنه المرض والبلاء كما أذهبها عن نبيه أيوب عليه السلام الذي صبر واحتسب، إلى أن فرّج الله عنه وأبدل مرضة صحة وعافية وقوة، وهذا يحتاج إلى التواصل الدائم مع الله تعالى والبعد عن معصيته ومخالفة أمره.

 17– عدم الاستعانة بالجن أو مخاطبتهم، أو اللجوء إلى السحرة والمشعوذين، لأن الذي يجمع بينهم هو معصية الله تعالى، فلا تقدم الشياطين خدمة إلا مقابل كفريات وشركيات منهم، مثل كتابة القرآن بدم الحيض أو القذارة، أو كتابة الفاتحة مقلوبة، أو الذبح للشياطين وغير ذلك من الأعمال والأقوال الكفرية، فكل ذلك ديدن هؤلاء المشعوذين والسحرة، فكيف يُطلب منهم الحوائج أو يُرجى منهم الشفاء وهذه حالهم؟!.



بحث عن بحث