الوقاية من العين (2-2)

7- تقوى الله تعالى بالطاعات واجتناب معاصيه، في السر والعلن، وفي الشدة والرخاء، فمن حفظ الله تعالى في نفسه، حفظه الله وأعانه على الحركة في الحياة دون خوف أو جزع من العين أو السحر أو الهمزات واللمزات، يقول تبارك وتعالى: {وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}(1)، وقال عليه الصلاة والسلام في وصيته لابن مسعود رضي الله عنه: «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك«(2).

والتقوى هي القيام بكل ما أمر الله تعالى به من الطاعات والعبادات، والانتهاء عن كل ما نهى عنه من المنكرات والمعاصي.

8- تجديد التوبة إلى الله تعالى، لأن العين تأتي في لحظات الضعف عند الإنسان، وأثناء الغفلة عن ذكر الله وعند اقتراف المعاصي، لقوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}(3). والتوبة فيه تجديد العهد مع الله تعالى للإقلاع عن الماضي الأسود واستئناف حياة جديدة مليئة بالخير والنشاط والإنتاج.

9- التسمية في مواضعها، عند القيام بأي عمل مهما كان نوعه وشكله، لأنها من أسباب طرد الشياطين وحفظ الإنسان من العين والحسد، والغفلة عن التسمية تعرض الإنسان إلى العين وغيرها من الشرور، يقول عليه الصلاة والسلام: «كل كلام أو أمر ذي بال لا يفتح بذكر الله عز وجل فهو أبتر أو قال أقطع«(4).

10- المحافظة على ما يلي في برنامج اليوم والليلة:

أ– قراءة حزب من القرآن الكريم بتأمل وتدبر، ويستحب قراءته في المنزل.

ب – الأذكار الصباحية والمسائية، ومنها التعوذات المأثورة عن النبي ﷺ.

ج – تعويذ الصبيان وتعويدهم على ذلك، حيث كان عليه الصلاة والسلام يعوّذ الحسن والحسين رضي الله عنهما.

د – الأذكار المطلقة التي لا يقيدها وقت أو مكان، لقول النبي ﷺ: «ولا يزال لسانك رطبًا بذكر الله»(5). وكذلك الأذكار المقيدة بأحوال عند الخروج من البيت والدخول فيه وعند دخول دورات المياه، وعند النوم والاستيقاظ، وعند البدء بالطعام أو الشراب، وغيرها من الأحوال والأزمان.

هـ- دعاء الله بالحفظ والرعاية، وسؤاله عزّ وجل العافية والمعافاة في الدنيا والآخرة كما كان يفعل النبي ﷺ.

11- تطهير المنزل من الصور والكلاب وجميع وسائل المعصية، حتى تحضر الملائكة وتدعو للإنسان وتحميه من عين الحاسدين وحقد المتربصين، لأن الملائكة لا تدخل البيت الذي فيه مثل هذه المعاصي، يقول عليه الصلاة والسلام: « لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة«.

12- تطهير النفس من أسباب الحسد نحو الآخرين وعدم النظر إلى ما هم فيه بعين حاسدة ونفس رديئة، لأن ذلك من مداخل الشيطان إلى النفس وإغوائها، والواجب على الإنسان إذا أحسّ في نفسه شيئًا من الحسد فليبرّك لأخيه ما عنده ويدعو له بدوام النعمة والعافية.

13- تجنب البدع والخرافات للوقاية من العين، مثل تعليق الحروزات والتمائم والخرق وغيرها من الأمور البدعية التي يعتقد بعض الناس أنها تحميهم من العين وما ينجم عنها من ضرر ومصائب وأمراض.

14– الاستمرار في برنامج الحياة وعدم الاستسلام للأوهام والخوف الذي قد يثيره الجهلة وضعاف النفوس حول العين، حتى تصبح هاجسًا لدى البعض فينعزل عن مجتمعه وينقطع عن عمله ودراسته ووظيفته، بل الواجب الوقوف في وجه هذه الأوهام والتوكل على الله تعالى والمضي في الحياة دون خوف أو كلل أو يأس متمثلاً قوله الله تعالى عن يعقوب عليه السلام: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}(6).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [آل عمران: 120]

(2) أخرجه الترمذي (ص572، رقم 2516) كتاب صفة القيامة، باب حديث حنظلة... وينظر ما كتبته حول هذا الحديث بعنوان: «حديث: احفظ الله يحفظك رواية ودراية».

(3) [الشورى: 30]

(4) سبق تخريجه.

(5) أخرجه الترمذي (ص758، رقم 3435) كتاب الدعوات، باب ما يقول عند الكرب. وابن ماجه (ص541، رقم 3793) كتاب الأدب، باب فضل الذكر. وهو حديث صحيح.

(6) [يوسف: 64]



بحث عن بحث