أنوع السحر (2-2)

رابعًا: سحر الأبراج:

وهو أخذ اسم الإنسان وتاريخ ميلاده وتطبيقها على بعض القواعد المتعلقة بالأبراج السماوية والتي تستخرج من خلال العمليات الرياضية بين الأرقام الحسابية والحروف الأبجدية، وثم الحكم على حال هذا الإنسان بالسعادة أو الشقاء، بالتوفيق أو الفشل، بالصحة أو المرض، بالتآلف مع زوجته أو التنافر والاختلاف، وهكذا.

ويصدقهم أصحاب العقول الضعيفة من النساء والصغار وكبار السن، فيتعلقون بها تعلقًا شديدًا، وربما يؤدي الأمر ببعضهم إلى أن يغير اسمه خوفًا من الشقاء الذي ينتظره وفق هذه الأبراج.

وهذا ضرب من الشرك بالله تعالى، لأنه ادّعاء لعلم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى وحده، يقول جلّ وعلا: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا . إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا}(1).

خامسًا: النميمة:

وهي نقل الكلام بين الناس على وجه الإفساد، كأن يذهب إلى أحدهم فيقول إن فلانًا تحدث عنك كذا وقال فيك كذا وكذا من الصفات السيئة، ثم يرجع إلى الآخر ويقول له الكلام نفسه، حتى يفتن بينهما ويوقع في قلوبهما البغضاء نحو بعض، وربما يفعل ذلك بين الزوجين فيرقهما عن بعض بنميمته، وهكذا.

وأثر هذا الفعل الشنيع كبير في حياة الناس، لأنه يفكك الأسر ويمزق المجتمع، ويسبب في ظهور القطيعة والحقد بين المسلمين، وهو ما يفعله السحرة والشياطين بالسحر، لقوله تعالى: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ}(2).

ومن ذلك قال بعض أهل العلم من السلف: «إن النمام يفسد في ساعة ما يفسده الساحر في سنة».

ويقول عليه الصلاة والسلام: «ألا أنبئكم مالعضة؟ هو النميمة القالة بين الناس»(3). وهو نوع من السحر.

ورغم أن النميمة ليست كفرًا والنمّام لا يعدّ كافرًا، إلا أن أثرها الضار كبير على الناس وإثمها عظيم عند الله تعالى، فهي من كبائر الذنوب وبذلك يكون النمّام فاسقًا.

*     *     *

كما يطلق السحر أحيانًا على البيان والفصاحة والبلاغة لقوله ﷺ: «إن من البيان سحرًا، وإن من الشعر حكمًا»(4).

وهناك أنواع أخرى من السحر، لا يسع المقام لذكرها جميعًا، كالسحر بالطلاسم، وسحر المحبة، وسحر العقاقير، وسحر الخمول، وسحر الجنون، وسحر المرض، وغيرها كثير ومتفاوت الأثر على المسحور، أعاذنا الله والمسلمين منها جميعًا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [الجن: 26-27]

(2) [البقرة: 102]

(3) أخرجه مسلم (ص1138، رقم6636) كتاب البر والصلة، باب تحريم النميمة.

(4) أخرجه أبوداود (ص705، رقم5011) كتاب الأدب، باب ما جاء في الشعر. وأحمد (1/269، رقم2424). وهو حديث صحيح.



بحث عن بحث