السحر: حقيقته والوقاية منه وعلاجه

قال رسول الله ﷺ: «من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئًا وُكّل إليه«(1).

حقيقة السحر:

في اللغة:

قال الرازي: السِحْرُ: الأخذة وكل ما لطف مأخذه ودقّ فهو سحر. والفعل: سَحَره، يسحَره سِحْرًا، والساحر: العالم، وسحره أيضًا خدعه(2).

والسِحْر: الفساد، وطعام مسحور: إذا أفسد عمله، وأرض مسحورة: أصابها من المطر أكثر مما ينبغي فأفسدها، وغيث ذو سحر: إذا كان ماؤه أكثر مما ينبغي وسحر المطرُ الطينَ والتراب: أفسده فلم يصلح للعمل(3).

والسِّحْر: كل أمر يخفى سببه ويتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخداع. وكل ما لطُفَ مأخذه ودقَّ. جمعه: أسحار، وسحور(4).

في الاصطلاح:

تعددت أقوال العلماء في تعريف السحر ومن أوضحها:

«هو عبارة عن رقى وعزائم وأدوية وأبخرة يستعملها المشعوذون والدجّالون مع استعانتهم بالشياطين»(5) وتؤثر على المسحور.

وهذا يعني أن السحر يؤثر عن طريق أوراق مكتوبة وغالبًا تكون كلمات كفرية، أو ربما آيات قرآنية مكتوبة بصورة سيئة لا تليق بكلام الله، أو من خلال الأدوية والأبخرة، وكل ذلك لا يتفعّل ولا يؤثر إلا إذا استعان الساحر بالشياطين الذين يفرضون عليه الكفر والشرك لتحقيق مطالبهم من الإضرار بالناس أو غيرها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه النسائي (ص 569-570، رقم 4084) كتاب تخريج الدم، باب الحكم في السحرة. والترمذي (ص476، رقم 2072) كتاب الطب، باب ما جاء في كراهية التعليق.

(2) مختار الصحاح للرازي، ص288.

(3) لسان العرب لابن منظور 6/13.

(4) المعجم الوسيط، 1/419 مادة (سَحَرَ).

(5) محاضرات في العقيدة والدعوة، للشيخ صالح الفوزان 3/ 178.



بحث عن بحث