الإيجابية ومقامها الكبير

الإيجابية كلمة نسمعها كثيرًا على سبيل الثناء وبخاصة في عالم ثقافتنا اليوم، ويعنى بها أن الإنسان يسعى لأن يكون نافعًا لنفسه ولغيره، متجردًا من الأنانية وحب الذات التي تمليه حياة المادة، وهي – أي الإيجابية – ذات أثر عظيم على صاحبها في الدنيا والآخرة، وفي هذا المبحث نفصل فيها مفتتحين بما:

روي عن ابن عمر رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله ﷺ: «أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد – يعني مسجد المدينة – شهرًا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام«(1).

*     *     *

تعريف الإيجابية:

هي كل ما يصدر من العبد من قول أو عمل، ويبتغي به وجه الله تعالى، يحقق منفعة أو يدفع مفسدة.

وبذلك فإن الامتثال بكل ما أمر به الشارع والانتهاء عما نهى عنه من الإيجابية في الحياة، لأن ذلك يحقق المصالح والمنافع للناس، ويدرء عنهم المفاسد والشرور.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/453) والصغير (2/106، رقم 861). وحسنه الألباني.



بحث عن بحث