فضل صلة الرحم (1-2)

لمعرفة فضل هذا الخُلق الاجتماعي العظيم ينبغي معرفة ذكره والأمر به في كتاب الله وسنة نبيه ﷺ، فقد فاضت النصوص الشرعية حول الأمر بصلة الرحم والتحذير من قطعها وجفائها، لعلو مكانة الأرحام وعظيم شأنها:

1-أن الأمر بصلة الرحم والإحسان إليهم جاء مقترنًا بتوحيد الله تعالى وعبادته وحده، كما في برّ الوالدين، يقول تبارك وتعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}(1)، ويقول: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}(2)

وهذا يدل على عظيم فضل التواصل مع الأرحام وزيارتهم والسؤال عنهم وتقديم ما يحتاجون إليه حسب الإمكانات المتوافرة، وضمن الضوابط الشرعية.

2-أن الله تعالى أمر عباده بالعدل والإنصاف في حقوقه من التوحيد وعدم الإشراك به والقيام بأداء الفرائض على الوجه المطلوب، كما أمر بالعدل والإنصاف في إعطاء حقوق الناس وعدم الاعتداء عليهم، ومن بينهم الأرحام الذين ذكرهم الله قبل الأصناف الأخرى، فقال جلّ شأنه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}(3)، وقال: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا}(4)

3-كما يأتي فضل صلة الرحم كونها تذكّر بأصل الإنسان وحقيقة خلقته التي هي من نفس واحدة، فقد ذكر الله تعالى هذه الحقيقة، ثم أمر بالتقوى ووصل الأرحام، فقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}(5). وهذا يدل على عظيم هذا الخُلق وفضله، كما يدل على شناعة قطع الرحم وخطره على مآل الإنسان في الآخرة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [ البقرة: 83]

(2) [ النساء: 36]

(3) [ النحل: 90]

(4) [ الإسراء: 26]

(5) [ النساء: 1]



بحث عن بحث