آثار عقوق الوالدين وقطع الأرحام

وردت نصوص كثيرة في كتاب الله تعالى وسنة نبيه ﷺ تحذّر من النتائج الوخيمة المترتبة على عقوق الوالدين وقطع صلة الأرحام، ما بين خزي في الدنيا وعذاب في الآخرة، ومن أهم هذه النتائج والآثار:

1- إن عقوق الوالدين وقطع الأرحام سبب في نزول اللعنة على العبد، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: «لعن الله من لعن والديه«(1).

2- إن عقوق الوالدين تعدّ من كبائر الإثم، لقول النبي ﷺ: «إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والدَيه، قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسبّ أبا الرجل فيسب أباه ويسبّ أمه فيسبّ أمه«(2). وقال ﷺ أيضًا: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين«(3).

3- إن عقوق الوالدين سبب لسخط الله تعالى وغضبه وعذابه، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: «رضا الربّ في رضا الوالد وسخط الربّ في سخط الوالد»(4)، وقوله عليه الصلاة والسلام: «رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة«(5).

4- تأتي عقوبة عقوق الوالدين وقطع الأرحام – أحيانًا - معجلة لصاحبه في الدنيا، لقول النبي ﷺ: «ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدّخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم«(6).

5- لا ينظر الله تعالى يوم القيامة إلى من عقّ والديه، لقول النبي ﷺ: «ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة العاق لوالديه والمرأة المترجلة والديوث وثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والمدمن على الخمر والمنان بما أعطى«(7).

6- إن العقوق قد يدفع الوالدين بالدعاء على أبنائهما، ودعاؤهما مستجاب، وهذا نوع من العقوبة، سواء في الدنيا أو الآخرة، يقول عليه الصلاة والسلام: «ثلاث دعوات مستجابات، لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده«(8).

7- إن عقوق الوالدين تجلب في كثير من الأحيان على العبد الابتلاء نفسه من أبنائه، وكما يقول المثل: «كما تدين تدان»، وهذه من العقوبات المستعجلة في الدنيا، والواقع حافل بهذه الحقيقة، حيث يُبتلى بعض الآباء بأبناء عاقّين يفسدون عليهم معيشتهم وراحتهم، كما كانوا يفعلون ذلك بآبائهم في الأمس القريب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه مسلم (ص883، رقم 5124) كتاب الأشربة، باب تحريم الذبح لغير الله.

(2) أخرجه البخاري (ص1046، رقم 2973) كتاب الأدب، باب لا يسب الرجل والديه. ومسلم (ص54، رقم 90) كتاب الإيمان، باب الكبائر وأكبرها.

(3) أخرجه البخاري (ص430، رقم 2653) كتاب الشهادات، باب ما قيل في شهادة الزور وأكبرها. ومسلم (ص53، رقم 87) كتاب الإيمان، باب الكبائر.

(4) سبق تخريجه.

(5) أخرجه مسلم (ص54، رقم 94) كتاب الإيمان، باب رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر فلم يدخل الجنة.

(6) أخرجه أبو داود (ص691، رقم 4902) كتاب الأدب، باب في الحسد. والترمذي (ص571، رقم 2511) كتاب صفة القيامة، باب في عظيم الوعيد على البغي وقطيعة الرحم. وهو حديث صحيح.

(7) أخرجه النسائي (ص354، رقم 2563) كتاب الزكاة، باب المنان بما أعطى. وأحمد (3/226، رقم 3384).

(8) سبق تخريجه.



بحث عن بحث