آداب الدعاء

3- الإقرار بالذنب:

إن من أجلّ مظاهر العبودية لله تعالى ومن أكبر علامات التواضع حين يقف العبد بين يديه ضعيفًا لا حول له ولا قوة، ويعترف بذنبه وعظم خطيئته ويشعر أنه أمام من لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، ثم يبدأ بالدعاء بالعفو والمغفرة والرحمة.

فقد أقرّ آدم وزوجه عليهما السلام بالذنب واعترفا به لقوله تعالى:{قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(1).

كما اعترفت بلقيس بذنبها حين رجعت من الشرك إلى التوحيد:{قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(2).

وقالها موسى عليه السلام حين قتل رجلاً:{قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}(3).

وقد أخبر عليه الصلاة والسلام أن الاعتراف بالخطيئة من أفضل الدعاء وأوفقه، فقال: «إن أوفق الدعاء أن يقول الرجل: اللهم أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي يا ربّ فاغفر لي ذنبي إنك أنت ربي إنه لا يغفر الذنب إلا أنت«(4).

4- الخضوع والخشوع أثناء الدعاء:

وذلك بأن يظهر العبد فقره وضعفه أمام قوة الله تعالى وجبروته، ويظهر خضوعه وتذللـّه حين يسأل الله تعالى، رغبة ورهبة منه جل وعلا، وقد جاء الحث على ذلك واضحًا في كتاب الله:{ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}(5).

كما أثنى الله تعالى على الذين يدعون بخشوع وتذلل فقال:{تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}(6).

ويقول عليه الصلاة والسلام: «ما من مسلم ينصب وجهه لله عز وجل في مسألة إلا أعطاها إياه إما أن يعجلها له وإما أن يدخرها له«(7).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [الأعراف: 23]

(2) [النمل: 44]

(3) [القصص: 16]

(4) أخرجه أحمد (2/515، رقم 10692). والطبراني في الكبير (5/78، رقم 4800). وهو حديث صحيح.

(5) [الأعراف: 55]

(6) [السجدة: 16]

(7) أخرجه أحمد (2/448، رقم 9784). والطبراني في الأوسط (4/337، رقم 4368). وهو حسن لغيره.



بحث عن بحث