آثار محبة الله تعالى:

إنَّ لمحبة الله تعالىٰ آثارًا إيجابية كثيرة في الدنيا والآخرة، منها:

1 – البلوغ إلى أعلى المنازل وهو مصاحبة الرسول ﷺ في الجنة، لحديث أنس رضي الله عنه: «أن رجلا من أهل البادية أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله

متى الساعة قائمة؟ قال: ويلك وما أعددت لها؟ قال: ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله قال: إنك مع من أحببت. فقلنا: ونحن كذلك؟ قال: نعم

ففرحنا يومئذ فرحًا شديدًا» (1).

2 – بلوغ أعلى درجات الإيمان لقوله ﷺ: «من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان» (2).

3 – التوفيق والتسديد في الحياة، والنجاة والفلاح في الآخرة، لما ورد في الحديث القدسي: «يقول الله تعالى: من عادى لي وليًا فقد بارزني بالمحاربة، وما

تقرّب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به،

ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره

الموت وأنا أكره مساءته» (3).

4 – إن محبة الله تعالى من أسباب استجابة الدعاء، كما ورد في الحديث السابق: «وإن سألني لأعطينه».

5 – إن محبة الله تعالى تحفظ صاحبها من الشرور الشيطانية والنفسية، كالخوف واليأس والقنوط والهم، والوسوسة وغيرها، كما جاء في الحديث القدسي

السابق: «ولئن استعاذني لأعيذنه». وهو تصديق لقوله تعالى: {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ}(4).

6 – بلوغ أعلى الصفات الخُلقية ونيل الطموحات العالية، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ

أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}(5).

7 – إن محبة الله تعالى تجلب محبة أهل السماء والأرض لحديث أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحببه،

فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض» (6).

8 – إن محبة الله تعالى تحقق لصاحبها بشارة في الدنيا، حيث توضع له إشارته في الدنيا قبل الآخرة لحديث أبي ذر رضي الله عنه قال: «قيل لرسول الله

ﷺ: أرأيت الرجلَ يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن» (7).

كانت تلك بعض الآثار المترتبة على محبة الله تعالى في حياة المؤمن وبعد مماته، ولكن تمتد هذه الآثار وتتعدد لتشمل جميع أنواع الحفظ والتوفيق والنجاة

لصاحبها، الأمر الذي يدفع الإنسان للاجتهاد والسعي من أجل الوصول إلى هذه المحبة بمفهومها الصحيح، والعمل بمقتضياتها.
---------------------------------------

(1) أخرجه البخاري (ص618، رقم 3688) كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر. ومسلم (ص1149، رقم 2639) كتاب فضائل الصحابة، باب المرء مع من أحب.

(2) أخرجه أبو داود (ص661، رقم 4681) كتاب السنة، باب في الدليل على زيادة الإيمان. وهو حديث صحيح.

(3) أخرجه البخاري (ص1127، رقم 6502).

(4) سورة آل عمران، الآية 111.

(5) سورة المائدة، الآية 54.

(6) أخرجه البخاري (ص536، رقم 3209) كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة. ومسلم (ص1148، رقم 2637) كتاب البر والصلة، باب إذا أحب الله عبدًا أمر جبريل فأحبه وأحبه أهل السماء.

(7) أخرجه مسلم (ص1151، رقم 2642) كتاب البر والصلة، باب إذا أثني على الصالح فهي بشرى ولا تضره.



بحث عن بحث