- محبة العبد لربه:

وهي من المحاب الواجبة على العبد، ومن دونها لا يتحقق الإيمان الحق، وقد جاءت الأدلة من الكتاب والسنة على وجود هذه المحبة ووجوبها، كقوله تعالى:

{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ

اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ}(1)، وقوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(2).

وعن أنس رضي الله عنه: أن رجلاً سأل النبي ﷺ عن الساعة، فقال: متى الساعة؟ قال: «وماذا أعددت لها؟» قال: لا شيء، إلا أني أحب الله ورسوله،

فقال: «أنت مع من أحببت» قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي ﷺ: «أنت مع من أحببت» (3).

وفي حديث آخر، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن رجلاً على عهد النبي ﷺ كان اسمه عبدالله، وكان يلقِّب حِمَارًا، وكان يضحك رسول الله ﷺ،

وكان النبي ﷺ قد جلده في الشراب، فأُتيَ به يومًا، فأمر به فجُلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي ﷺ: «لا تلعنوه،

فوالله ما علمت أنه يحب الله ورسوله» (4).
-----------------------------------
(1) البقرة [165].

(2) آل عمران [31].

(3) أخرجه البخاري (ص619-620، رقم 3688) كتاب فضائل أصحاب النبي ﷺ، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ومسلم (ص1149، رقم 2639) كتاب البر والصلة.

(4) أخرجه البخاري (ص1169، رقم 678) كتاب الحدود، باب ما يكره من لعن شارب الخمر.



بحث عن بحث