الباعث لشبهة عناية المحدثين بالسند دون المتن (1-1 )

 

يدعون بأن المحدثين لم يتجاوزوا أبداً نقد السند إلى نقد المتن، وأن نقد المتن ترك من دون عناية أبدا ، ورأوا أنه يصعب قبول أي حديث كحديث صحيح، وأن نعتمد على إسناده فقط.

والبديل عندهم هو الاعتماد على نقد المتن لمعرفة صحة الحديث، ومقارنة مضمونه مع القرآن، لتؤدي إلى رفض كثير من الأحاديث المقبولة  التي لم تجد قبولا لدى عقولهم المتحجرة، 

ويمكن تلخيص آرائهم كما يلي:

1- زعمهم أن الحديث النبوي كتب في وقت متأخر، لوجود احتمالات وقوع الخطأ من الرواة ومن مدوني الحديث.

2- لقد وضعت أحاديث كثيرة واختلطت بالأحاديث الصحيحة مما يجعل عملية الفصل بينها صعبة جدا.

3- لقد روى الصحابة والتابعون معاني الأحاديث وليس الأحاديث بعينها، ولهذا لم يحتج النحاة بالأحاديث المروية في النحو. والاختلاف في الروايات بين رواة الحديث دليل على أنهم كانوا ينقلون المعنى (1).

4-لا يمكننا الاعتماد على علم الجرح والتعديل لأنه علم متناقض، إذ يقدم علماء هذا العلم معلومات متناقضة عن الرواة (2).

 بما أن معظم الأحاديث النبوية رويت عن طريق الآحاد فإن احتمال وقوع الخطأ منهم كبير، إذ إنهم بشر. وتنطبق هذه القاعدة أيضا على الأحاديث الآحاد المروية في كل من صحيحي البخاري ومسلم.(3)

________________

(1) أضواء على السنة النبوية لأبي رية، ، (مصر، لا ت.)، ص: 286، وانظر الرد على هذا الرأي في: محمد أبو زهو، الحديث والمحدثون، (بيروت: دار الكتاب العربي، 1404ﻫ/1984م)، ط1، ص:150-152.

(2) المرجع السابق نفسه، ص: 286 – 335

(3) أثيرت هذه القضية من بعض معاصري الإمام الشافعي. انظر الشافعي، الرسالة، (القاهرة، 1940م)، ص: 369 – 401، 405.



بحث عن بحث