الحلقة (102)سمات مريد فهم السنة(3-3)

نستكمل ما تحدثنا عنه في الحلقة السابقة من سمات مريد فهم السنة

4- وجود القدرة والملكة المؤهلة للتعامل مع هذه الأسس، ومن المعلوم أن الله سبحانه وتعالى قسم القدرات والمواهب كما قسم الأرزاق والآجال، ولذلك قد يكون عند إنسان ملكة الحفظ لكن لم يرزق ملكة الاستنباط والفهم، أو قد يكون عنده ملكة الاستنباط من النص والتأمل فيه لكن لا تتسع لتنزيل هذا الحكم على الواقع وهكذا، فالقدرة والملكة من أهم السمات لطالب فهم السنة والعمل بها.

5- العدالة والسلوك المستقيم فإذا كان قبول رواية الراوي للحديث، وشهادة الشاهد يشترط لها العدالة فاستنباط الأحكام من الأدلة، وفهمها، والتوجيه للعمل بها من باب أولى، ولعل قوله تعالى: {وَاتَّقُوااللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ}(1)يشير إلى شيء من ذلك فالتقوى موصلة إلى العلم الصحيح.

وهذا يحفز من يسلك هذا الطريق أن يجتهد في الاستقامة، واقتفاء أثر النبي ﷺ في عباداته وسلوكه وأخلاقه.

6- التواضع للدين، والعلم، وأهل العلم فيدرك المتعامل مع السنة النبوية أن هذا فضل عظيم من الله تعالى ولا ينال الفضل إلا بسمات أهله، والتواضع يربي النفس على الصبر والجلد والتحمل ودقة النظر وسعة النظر، والنظرة الشمولية وتَقَبُّل الحق ولو من أصغر منه، والخضوع لحكم الله تعالى وقبوله والعمل به.

7 – وأخيرًا قصر النفس على الاقتداء بالنبي ﷺ في خلقه بعامة، لأن حامل السنة يريد حمل ميراثه عليه الصلاة والسلام، ومن تأهل لذلك فعليه بهذا الاقتداء، وقد نصب نفسه لسلوك طريق عظيم، وبعظمته تكون عظمة الأخلاق مما سبق من التواضع والصبر والتحمل، وكذا محبة عباد الله، والعطف عليهم، والبر والإحسان، والدعاء لهم وغير ذلك وكلها وسائل معينة للوصول لفهم السنة النبوية والعمل بها.                                                                                   

وبعدفتلك إشارات للمؤهلات المنهجية بقسميها الأول والثاني لتنزيل النصوص على واقع معين، أريد بها التذكير والاستحضار لتكون معينة على استثمار تلك القواعد، والله ولي التوفيق.
___________________________________
(1) [البقرة: 282]



بحث عن بحث