الحلقة (95)معالم ومجالات العلاقة بين العقل والسنة النبوية (5-5)

7 – ومن مجالات العلاقة أن يعمل المجتهد عقله للموازنة والترجيح وبخاصة بين الآراء المختلفة من خلال أدوات الترجيح ومسوغاته وبقوة نظر الناظر المجتهد ويستطيع الوصول إلى الرأي الأقرب للصواب وهذا من أعظم مجالات العلاقة في الإسلام. وقد بذل الأئمة المجتهدون جهودًا غير عادية في إعمال العقل بين ما ظاهره التعارض بين الأدلة ورجحوا ما رأوه راجحًا بأدلته وقرائنه.

8- وأختم هذه المجالات بأنه عند التعارض بين ظاهر النص النبوي وبين العقل، ولم يصل الباحث إلى نتيجة واضحة مبررة بأدلتها وقرائنها فالحكم لظاهر النص وليس للعقل، لأن المسلم مأمور بالتسليم إذا ثبتت صحة النص، ولم يتعارض مع القطعيات. وهذا يعني أن العقل لم يدرك ما في النص. ولهذا أمثلة حيّرت بعض النصوص بعض الباحثين، بل أصبحوا يلمزون السنة بها ثم مع مزيد البحث العلمي ثبت بالتجربة صحة النص، وهذا كحديث الذباب وغيرهما أصبح مستفيضًا مشهورًا.

¡¡¡

مما سبق تلخص لدينا أن العلاقة بين السنة والعقل علاقة صحيحة، ولا تعارض بين السنة الصحيحة، والعقل السليم، وأن الأصل في التشريع هو القرآن الكريم والسنة النبوية، وأن العقل يجب إعماله في الحدود والضوابط التي سبق بيانها، وعند التعارض يقوم ظاهر النص على ما يظن أنه مخالف للعقل.

¡¡¡



بحث عن بحث