الحلقة (69): الأدلة المختلف فيها وعلاقتها بالسنة النبوية

-علاقة الأدلة المختلف فيها بالسنة النبوية:

قد اتضح من العرض المجمل أن هذه المصادر لها علاقة وثيقة في السنة النبوية من جهة أنها أصل لها سواء في بيان المصالح والمفاسد وتحديدها أو ما يستصحب من أحكام أو في تحديد أو في ضبط ما يستحسن وغيرها. فالسنة هي المرتكز لذلك كله مع القرآن الكريم، ومن هنا يتحتم على طالب العلم إدراك هذه المصادر وربطها بهذا المصدر الأساس فهي مصادر فرعية.

وخلاصته ما سبق في هذه القاعدة:

1 ـ أن السنة النبوية مصدر أساس من مصادر التشريع لا ينفك عن القرآن الكريم فهما مصدران متكاملان مترابطان لا يستغنى بأحدهما عن الآخرفإذا أريد معرفة أحدهما فلابد من معرفة الآخر، وبناءً على ذلك فيلزم دراستهما لفقههما والعمل بهما.

2 ـ من المهم إدراك القواعد والمسائل المجمع عليها في حال طلب فقه السنة والعمل بها.

3 ـ القياس للمسائل الفرعية والمستجدة والنوازل يلزم دارس السنة به وكذا معرفة أركان القياس وشروط القياس الصحيح.

4ـ لا ينفك أقوال الصحابة - رضوان الله عليهم - عن السنة فالسلف الصالح أدرجوها في ضمن كثير من كتب السنة كما في الموطأ للإمام مالك والمصنفات لابن أبي شيبة وعبد الرزاق، وفي الصحاح والسنن كثير، فالصحابة هم الذين حضروا نزول الوحي، وسمعوا من النبي ﷺ، ورأوا عمله وسألوه، وهم أهل الاجتماع والاجتهاد.

5 ـ المصادر الأخرى لها علاقة وثيقة في إدراك فهم السنة النبوية وذلك لتنزيل كثير من الأحكام على ما ورد في السنة واتساق نصوصها.

6 ـ يلزم طالب السنة فقه هذه الأصول والتعمق بمعرفتها، ولا يكتفي بفهمه لظاهر النصوص، فالفهم يقصر وبخاصة مع قلة المعرفة لتلك القواعد التي سطرها أئمة هذا الشأن فهي العاصم بإذن الله من الوقوع في الزلل والشطط.



بحث عن بحث