خطر العقوق

 

عن أبي بكرة -رضي الله عنه-، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال ثلاثاً (الإشراك بالله، وعقوق الوالدين) وكان متكئاً فجلس فقال: (ألا وقول الزور، وشهادة الزور، ألا وقول الزور، وشهادة الزور) فما زال يقولها حتى قلت لا يسكت(1).

الكبائر واحدتها كبيرة، وهي الفِعلة القبيحة من الذنوب المنهي عنها شرعاً العظيم أمرها، وضابطها أنه كل ذنب نُص على أنه كبيرة، أو قُرن به وعيد، أو حد، أو لعن، وكل ذنب علم أن مفسدته كمفسدة ما قُرن به الوعيد أو الحد أو اللعن، أو أكثر من مفسدته فهو كبيرة(2).

العقوق مأخوذ من العَق وهو القطع، يقال عقّ والده إذا قطعه ولم يصل رحمه، العاق هو مَن شقّ عصا الطاعة لوالده.

فطاعة الوالدين واجبة في كل ما ليس بمعصية، ومخالفة أمرهما في ذلك عقوق. لكن هل كل مخالفة عقوق؟

الصحيح أنه ليس كل مخالفة عقوق، وإنما العقوق كل فعل يتأذى به الوالد مع كونه ليس من الأفعال الواجبة.

قال شيخ الإسلام أبو محمد بن عبد السلام رحمه الله: لا يجب طاعتهما في كل ما يأمران به وينهيان عنه باتفاق العلماء(3)، لكنه من البر الذي هو من أفضل الأعمال كما سبق.

 

 


 

(1)     اأخرجه البخاري باب ما قيل في شهادة الزور ح 2511-2/939، ومسلم باب بيان الكبائر وأكبرها ح 87 -1/ 91.

(2)     اانظر النهاية في غريب الحديث والأثر 4/142، شرح النووي لصحيح مسلم 2/86.

(3)     انقلاً من شرح النووي لصحيح مسلم 2/87، وانظر الديباج على مسلم 1/104، وتحفة الأحوذي 6/23.

 



بحث عن بحث