قلوب يعمرها النور(2-2)


3) حب الصحابة -رضي الله عنهم- للرسول صلى الله عليه وسلم وإتباعهم له.

قال أمير المؤمنين علي بن أبى طالب رضي الله عنه وقد سئل :

كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم ؟

فقال: كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وأمهاتنا وأحب إلينا من الماء البارد على الظمأ.

عطش أبو بكر الصديق رضي الله عنه:

يقول سيدنا أبو بكر: كنا في الهجرة وأنا عطشان جدا ، فجئت بمذقة لبن فناولتها للرسول صلى الله عليه وسلم، وقلت له : اشرب يا رسول الله، يقول أبو بكر: فشرب النبي صلى الله عليه وسلم حتى ارتويت !!

سواد رضي الله عنه:

سواد بن عزيّة يوم غزوة أحد واقف في وسط الجيش فقال النبي صلى الله عليه وسلم للجيش :' استووا.. استقيموا '. فينظر النبي فيرى سوادا لم ينضبط فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ' استو يا سواد' فقال سواد: نعم يا رسول الله ووقف ولكنه لم ينضبط، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم بسواكه ونغز سوادا في بطنه قال: ' استو يا سواد '، فقال سواد: أوجعتني يا رسول الله، وقد بعثك الله بالحق فأقدني ! فكشف النبي عن بطنه الشريفة وقال:' اقتص يا سواد '. فانكب سواد على بطن النبي يقبلها . يقول: هذا ما أردت وقال: يا رسول الله أظن أن هذا اليوم يوم شهادة فأحببت أن يكون آخر العهد بك أن تمس جلدي جلدك

مالك الخدري (أبوسعيد) رضي الله عنه:

ومصّ مالك الخدري (أبوسعيد) رضي الله عنه جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنقاه، فقال له صلى الله عليه وسلّم: «مجه قال: والله ما أمجّه أبداً»

ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه:

قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي:  سل؟  فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال:  أو غير ذلك. قلت: هو ذاك. قال: ( فأعني على نفسك بكثرة السجود ) رواه مسلم .

وأخيرا لا تكن أقل من الجذع....

كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في مسجده قبل أن يقام المنبر بجوار جذع الشجرة حتى يراه الصحابة .. فيقف النبي صلى الله عليه وسلم يمسك الجذع، فلما بنوا له المنبر ترك الجذع وذهب إلى المنبر 'فسمعنا للجذع أنينا لفراق النبي صلى الله عليه وسلم، فوجدنا النبي صلى الله عليه وسلم ينزل عن المنبر ويعود للجذع ويمسح عليه ويقول له النبي صلى الله عليه وسلم :' ألا ترضى أن تدفن هاهنا وتكون معي في الجنة؟ '. فسكن الجذع ...

فيا من أحببت رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وامتلأ قلبك حبا وحرصا لمرافقته في الجنة ما هو موقفك حينما يطرق سمعك حديث نبيك صلى الله عليه وسلم:(أقربكم مني مجلسا أحسنكم أخلاقا) رواه أحمد والترمذي وابن حبان

وعندما يقول النبي صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم كهاتين)

وقوله: (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه). حسنه الألباني ـ رحمه الله تعالى

فهل سيتحرك قلبك شوقا للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.؟؟؟

فمن أسباب نور القلب حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأتباعه

4) استجابة الصحابة -رضي الله عنهم- للرسول صلى الله عليه وسلم:

يقول الله تعالى( أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) (سورة الزمر:22)

 

قصة الخاتم من الذهب:

لما رأى الصحابة في يد النبي -صلى الله عليه وسلم- خاتَمًا مِن ذهب، لبسوا خواتيم من ذهب، فلما خلَعه خلعوا خَواتيمَهم.

عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اصطَنع خاتَمًا مِن ذهب، وكان يَلبسه فيجعَل فصَّه في كفِّه، فصنَع الناس خواتيم، ثم إنه جلس على المنبر فنزعه، فقال: ((إني كنتُ ألبس هذا الخاتم وأجعل فصَّه من داخل)) فرمى به ثم قال: ((والله لا ألبسه أبدًا)) فنبَذ الناس خواتيمهم رواه البخاري ومسلم

وعن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى خاتمًا في يد رجل فنزعه فطرَحه، وقال: ((يَعمِد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده!))، فقيل للرجل بعدما ذهَب رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم: خذ خاتمك انتفِع به، قال: "لا والله، لا آخُذه أبدًا؛ قد طرحه رسول الله - صلى الله عليه وسلم" رواه مسلم.

فمِن حرْص الرجل على طاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رفَض أن يرفَع الخاتم الذي طرحه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم.

الاستجابة في الحجاب:

هذه أم المؤمنين عائشة وأم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنهما-: يَصفْنَ حال نساء الصحابة -رضي الله عنهن- عند نزول آية الحجاب، انظر رَحِمك الله إلى المسارعة في طاعة الله ورسوله، فعن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: يَرحم الله نساء المهاجرات الأُوَل، لما أنزَل الله -عز وجل-: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) [النور: 31]، شقَقْن أَكثَف مُروطِهنَّ فاختَمرنَ بها؛ رواه أبو داود وعلَّقه البُخاري، وعن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: لما نزلت: ( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ)  [الأحزاب: 59] خرَج نساء الأنصار كأن على رؤوسهنَّ الغِربان مِن الأكسية؛ رواه أبو داود.

الاستجابة عند شدَّة الجوع:

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "لما فتَح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خيبر، أَصبْنا حُمُرًا خارجًا مِن القرية فطبَخْنا منها، فنادَى مُنادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ألا إن الله ورسوله يَنهيانِكم عنها؛ فإنها رجْس مِن عمل الشيطان))، فأُكفِئت القُدور بما فيها، وإنها لتَفور بما فيها. رواه مسلم.

روى الترمذي، وابن ماجه، وأحمد عن شداد بن أوس رضي الله عنه و أرضاه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن.

قال: قال رسول الله: "الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ، وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا، وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ".-أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن ، وابن ماجه وضعفه الألباني رحمه الله في ضعيف الجامع ح4310-4/167- .

فالأعمال الصالحة وسرعة الاستجابة إليها سبب من أسباب نور القلب

(أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)(سورة الأنعام:122)

هذا مثل ضربه الله تعالى للمؤمن الذي كان ميتا ، أي : في الضلالة ، هالكا حائرا ، فأحياه الله ، أي : أحيا قلبه بالإيمان ، وهداه له ووفقه لاتباع رسله . (وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ) أي : يهتدي به كيف يسلك ، وكيف يتصرف به . والنور هو : القرآن ، كما رواه العوفي وابن أبي طلحة ، عن ابن عباس . وقال السدي : الإسلام . والكل صحيح .

كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ) أي : الجهالات والأهواء والضلالات المتفرقة ، (لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا) أي : لا يهتدي إلى منفذ ، ولا مخلص مما هو فيه.

قوله تعالى : (كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) أي : حسنا لهم ما هم فيه من الجهالة والضلالة ، قدرا من الله وحكمة بالغة ، لا إله إلا هو ولا رب سواه .

 

 

 



بحث عن بحث